وتبقي هي أعظم انتصاراتي وأجمل اختياراتي حتي تخرج الروح
في تحقيقات وحوارات
2,376 زيارة
كتبت: آلاء إبراهيم
منذ قديم الأزل ونعلم تمام اليقين بأن العين حق ولكننا لانبالي ونمضي بالدرب نحاول كسر قانون الحسد ومحاولة إبطاله والتهوين منه والسخرية مما يذكرون آيات الحسد وينادون بوجوده ..
لا يقتصر الأمر علي ذلك فحسب بل يساند الأعين الحاقدة الوساوس البشرية التي ماتلبث أن تسكت فتكتظ الأنفس بالنيران ويشحنها اللعب علي نقطة الكبرياء والكرامة وبالأخص حينما يتعلق الأمر بنخوة الرجال.. ولكن هل الريف يتصدر القائمة أم أن الأسباب كلها من الأساس واهية؟
بحلول عيد الأضحى المبارك وككل عيد لايكتفي البشر بالتضحية بالبهائم والخراف بل لابد في هذا الزمان أن يضحي بعشرات البشر كي لايكون الأمر غريبا والسلام يؤرق الشيطان.
قبيل ساعات من العيد حدثت عدد من الجرائم وكان أبرزها جريمة طوخ التي جعلت الجميع في ذهول ،والأسباب لأيام من التحقيقات كانت تائهة واللوم دائر حائر بين القاتل والمقتول ، الدماء حرام والجاني يجرمه الشرع والقانون ، ولكن إذا أمعنت النظر بتلك القضية واطلعت علي أسرار ما وراء الحادث وجدت أمامك عدد من الجناة وليس بجاني واحد مأسور بين جدران العدالة والقضاء .. فمن الجاني ؟
بين أيدينا جريمة كاملة الأركان ولكنها غير واضحة المعالم ، منذ اللحظات الأولي للقتل عرف القاتل والمقتول وسبب الجريمة كما عثر علي أداة الجريمة وتم تحريزها جنائياً لحين الإنتهاء من التحقيقات ، ولكن علي الضفة الأخري نري المقتول قد أغرق صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي حبا في زوجته والتي كانت تبادله أيضاً نفس الحب والود ، حينما تسأل الجيران يشهدون بأنهما أسعد زوجين في القرية بأكملها ، حينما تسأل أهل المجني عليه لم يسيئوا للزوجه وشهدوا بأن حياتهما كانت سعيدة هادئة يشوبها التفاهم والحب وأنها كانت جيدة للغاية في معاملتها معهم .. ولكن تقف أسماعنا عند بعض الكلمات التي أشارت إلي أن الزوج كان كريما علي زوجته يغدق علي بيته بكل غالي نفيس لسعادة أهل بيته إذا فما الذي حدث وكيف تكون مصروف المنزل السبب في قتله؟!
السبب عزيزي القارئ وبكل بساطة يتلخص في ثلاثة أمور الحقد والحسد ، التدخلات الأسرية بين الزوج وزوجته ، ووساوس الشيطان الآدمي وغير الآدمي.
في المجتمع الريفي تقوم تقاليد وعادات تختلف من بلدة لأخري ولكنها تتفق جميعها في نظرات الحقد والحسد لبعضهم البعض ، وتدخل الأهل بين الزوج وزوجته لحد التحكم والسيطرة في المعاملة بينهما بحكم السكن في منزل واحد يسمي بمنزل العائلة ، والاطلاع علي الاسرار والخصوصيات ، وإذا عامل الرجل زوجته بالحب والحسني علنيا صار في نظرهم رجل بلانخوة وأحيانا يتم وصفة ب (الدلدول) كما وصف المجني عليه “محمد.أ.ع” حينما أظهر كامل حبه لزوجته”ر.س” وزادت عليه الوساوس ومست من قوتها نخوته فانقلب الأمر من حب لشجار مع زوجته والتطاول عليها في المطبخ بالألفاظ النابية والضرب والخنق بقوة فلم تجد لها سبيلاً سوي أن تفدي روحها بروحه حينما انتزعت سكينا وسددت له طعنه بالقرب من القلب فسقط الزوج قتيلاً بعد لحظات وقبض علي الزوجة وتشرد الأبناء .
فحينما أدلت والدة المجني عليه بشهادتها لم تذكر خلافات بينهما ولكنها ركزت في حديثها نصا (ده جايبلها تكييف وكانوا هيجيبوا اتنين ، ووصل تلاجة لبيت مامتها)، بينما قالت أخته : (ده حاجزلها مصيف في الغردقة)، أما خال القتيل: (ده جايبلها صن بلوك بـ “٣٠٠” جنيه) ، وخالته : ( ده جايبلها عباية بـ “١٥٠٠” جنيه) .
وكان لبنت خالة المتوفي رأي غريب بعض الشئ فقالت : ( ده جايبلها باب ناموس ، وشقتها تشطيب سوبر لوكس والسلم رخام واحنا في بلد أرياف وطلباتها كلها مجابة بقالها “٤” سنين وعايشة في رفاهية )
واستكملت مرات عم القتيل : ( ده جايبلها ستارة بريموت وأعادت ذكر التكييف ولكنها أيضاً لم تسئ للزوجة وذكرتها بالخير )… وعلي الجانب الآخر تقول الأم بأنه لايحكي شيئا عن حياته إذا فكيف عرفت عائلته كل هذه التفاصيل الدقيقة؟! ، وهل كانت الأسباب التي أدت للنزاع بينهما بهذه التفاهه وتستحق سفك الدماء من الزوجة أو الزوج؟!
إذا نستنبط من أقوال الشهود بأن السبب ليس ماديا ولا أخلاقيا علي الإطلاق وكلاهما كانا علي خلق ويوجد حب واحترام متبادل بينهما لقبيل لحظات من القتل .. ومن هنا يتعين علينا ذكر نص الحديث ”الْعَيْنُ حَقٌّ، ولو كانَ شيءٌ سابَقَ القَدَرَ سَبَقَتُهُ العَيْنُ.“.
وبالانتقال لجيران الزوجين جاءت شهادتهم بالإجماع مماثلة لشهادة أهل المجني عليه بأن الزوج مثال علي الأخلاق وطيب الأصل وكذلك الزوجة حافظة للقرآن وكانت تعامل الزوج بالحسني وتبادله الحب وأبدا لم تنشب بينهما خلافات طوال مدة زواجهما ووصفوها بأنها كانت مستقرة وأنهم فوجئوا بما حدث والصاعقة الأكبر بأن الزوجة هي الجاني ..
نعم الزوجة قاتلة وأمرها بيد القضاء ولا ينفع الندم بعد تدخل الشيطان ولايفيد قولها بأنها لاتقصد قتله بعدما صعدت الروح لرب السماوات ، فقد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم محذرا من رفع السلاح خشية البطش والفتن: (لا يُشِر أحدُكم إلى أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يدري لعلَّ الشيطانَ ينزِع في يده، فيقعُ في حفرةٍ من النار) ..
ولكن مالذي يوصل زوج يحب في زوجته ليلا ونهارا أمام الجميع وعلي وسائل التواصل الاجتماعي _ وحتي قبل الحادث بيوم نشر آخر بوست في حب زوجته _ بالتعدي عليها ومحاولة قتلها في ليلة وفاته بعد العناد علي شحن كارت الكهرباء، ومالذي يجعله يعود بعد دقائق من نزوله ليضربها ضربا مبرحا ويكرر لها قوله (مش هكون دلدول ليكي تاني ومش اي حاجة هتطلبيها هنفذها) ،ومالذي يوصل الزوجة لأن ترفع سلاحا أبيضا في وجه حبيبها وتقتله .. ومالذي يجعل الأم التي كانت علي بعد بضعة أمتار حينما سمعت صراخ الزوجة أن تتواني عن فض الخلاف بينهما وتخليصها من أيدي ابنها قبل أن تمسك بالسلاح وتسدد إليه الطعنه القاتلة .
إذا كان الجاني ملموساً أمامنا وتشير إليه كل إصبع الاتهامات فلدينا جناة ضمنيين غير مرئيين لايقعون دوماً في قبضة القانون ،ولكنهم يتسببون في خراب مئات البيوت وافتعال المشاكل بها وإيصال الأمر للقتل والدفاع عن النفس .. فمتي ستحل الرحمة علي العباد؟ ومتي تصير السعادة الزوجية في مأمن من الحسد؟ ومتي ننظر للرجل الذي ينفذ طلبات زوجته بأنه زوج صالح فقط وليس دلدولا أو واقعاً تحت سحر؟.. فيكون المصير بكل بساطة إزهاق الروح والقتل !
أهل الزوج التكييف الزوجة القاتلة بنها صفط الجزيرة طوخ قتيل زوجته 2021-07-23