بأي ذنبٍ يقتلون.. مسلمو كشمير يستغيثون

  تقرير تسنيم أبوشلوع

أطفالٌ ونساءٌ وشيوخٌ و رجال أبرياء يُقَتّلونَ هنا وهناك علي مرئي ومسمع العالم أجمع ، تسلط عليهم طغاةٌ كارهين للإسلام والمسلمين.. باتت الإعتداءات على المسلمين من قبل الجماعات الهندوسية القومية شائعة في الهند دون أن تلقى سوى القليل من الإدانة من الحكومة الهندية ، فاليوم أصبحت الكراهية طاغية و الإعتداء على المسلمين أمراً مستحباً كما يكافأ دعاة الكراهية على أفعالهم .

يرجع تاريخ النزاع الكشميري بين الهند وباكستان إلى أغسطس سنة “1947م” حيث لم يتقرر وضع كشمير في مرحلة التقسيم سواء بالانضمام إلى الهند أو إلى باكستان ، وخاصة أن غالبية السكان كانوا مسلمين في الوقت الذي كانت الهيئة الحاكمة من الهندوس في وقت التقسيم،
فقرروا ابقاء كشمير على حالها الراهنة دون أن تنضم إلى أي من الدولتين ، ولكن نشبت بعد ذلك اضطـرابات كبيرة بين المسلمين والحكام الهنود .

شهدت كشمير مصادمات مسلحة جاء على إثرها رجال القبائل الباكستانية لمساندة المسلمين ، وطلبت حكومة كشمير آنذاك مساعدة الهند وأعقب ذلك دخول القوات الهندية لمساندة حكومة كشمير ، وخاصة بعد أن أعلنت موافقتها على الانضمام إلى الهند ،ولكن ترتب على ذلك دخول القوات الباكستانية النظامية إلى المنطقة وبدا القتال بينها وبين القوات الهندية ، واستمر لفترة تزيد على عام كامل إلا أنه في يناير “1949 م” تدخلت الأمم المتحدة وتوقف القتال وأنشئ خط وقف إطلاق النار فجعل “ثلثي” مساحة كشمير و”أربعة أخماس” السكان تحت السيطرة الهندية ، والباقي تحت السيطرة الباكستانية.

مرت كشمير بالعديد من الأحداث فتعد مشكلة (إقليم كاشمير) منذ عام “1974” من أصعب المشكلات في العلاقات بين البلدين عندما لم يوافق القادة الباكستانيون تنازل باكستان عن إقليم كاشمير للهند، واعلنوا الحرب على الهند، ثم أعلن مندوبى باكستان أنه من حق المقيمين في كاشمير تقرير مصيرهم من خلال استفتاء وفقا لما وعد به مجلس الأمن .

جاء تأسس الإسلام في كشمير وجامو بقيادة الشيخ “محمد عبد الله” التي أيد قرار الانضمام للهند، فاعتبرت الهند هذا التأيد بمثابة الرغبة في الانضمام للهند واعترضت على إجراء أي استفتاء على رغم جهود مجلس الأمن مع الطرفين، فقد أخفقت الأطراف في إجراء الاستفتاء الإقليمي بفعل غياب أساس مشترك لإدارة الاستفتاء.

رفض “نهرو” المناقشات الثنائية بين البلدين حتى عام “1963” لكن تحت ضغط الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وافق على اجراء مفاوضات مع باكستان على كشمير ومواضيع أخرى ذات علاقة ولكن فشلت تلك المفاوضات في عام “1965” حيث عبر المتسللون المسلحين من باكستان خط منطقة وقف النار وازداد عدد المناوشات الهندية الباكستانية. مع بداية أغسطس من نفس العام زعمت الهند أن باكستان ترسل متسللين في منطقة سيطرة الهند على إقليم كشمير .

ظلت النزاعات والحروب بين الدولتين حتى نهاية العقد الأول من الألفيه وكشمير لا تزال ممزقة بين الاشتباكات الداخلية بين الفصائل وجهات النظر مع اختلاف حول مستقبل الدولة والتنافس الخارجي بين البلدين ، حيث تتطلع كل من الهند وباكستان إلى السيطرة على كل المنطقة على أساس عوامل عرقية واقتصادية وسياسية وتاريخية وبقيت المشكلة عقبة في طريق الصداقة الباكستانية الهندية .

فخلال “الثلاثة” عقود الماضيه شهد الإقليم توترات واشتباكات مسلحة بين السلطات الهندية وجماعات تنادي بالاستقلال عن الهند ، ومنذ تولي حزب “بهاراتيا جاناتا” الهندوسي السلطة عام “2014” اتبع رئيس الحكومة “ناريندرا مودي” سياسات تضطهد المسلمين الذين يمثلون نحو “16 %” من عدد سكان الهند ، فإستخدم النظام ضد المسلمين كل أنواع التعذيب والقتل البشع ، فضلاً عن تصريحات “مودي” المعادية للمسلمين.
أعلنت الهند تحذيرها لمعتنقي جميع الأديان بإستثناء المسلمين بالانسحاب الفوري من كشمير استعدادا لحملة عسكرية واسعة كالعادة تحت مسمي ضد “الإرهاب”.

كما أقرّت قانونًا مثيراً للجدل في بدايه عام “2020”، يتيح للمقيمين من غير المسلمين فقط الحصول على الجنسية الهندية، مما تسبب في اشتباكات في أنحاء متفرقة من الهند بين مؤيدي القانون من الهندوس ومعارضيه من المسلمين ،
وعزز القانون مخاوف الأقلية المسلمة في الهند، من تحويل المسلمين إلى مواطنين من درجة “ثانية” في بلد يشكل فيه الهندوس نسبة “80%” من السكان، ويعيش في السنوات الأخيرة توتراً سياسياً ودينياً.

ويعد الجزء الهندي من إقليم كشمير ذا أغلبية سكانية مسلمة، حيث يشهد توترا أمنيا متزايدا منذ عام 2019، بعد قرار الهند بإلغاء الحكم شبه الذاتي للإقليم ، ويأتي هذا الترهيب والتعذيب لمسلمي الهند رغم أن المسلمين يشكلون نصف عدد السكان في شبه القارة الهندية.

يواجهه المسلمون اليوم في ولاية آسام الهندية، من قتل وتشريد وطرد من حقولهم واستبدال الهندوس بهم ووسمهم بأنهم هم أصل كل بلاء في الهند، ليس سوى بداية لإبادة جميع مسلمي الهند، وقد جعلت آسام مختبراً أولياً لتلك الإبادة.

يواجه مسلمو الهند أبشع أنواع الممارسات غير الإنسانية؛ وذلك نتيجة رفضهم لقرار السلطات الهندية بإخلاء مئات العائلات من الأقلية المسلمة لمنازهم.
وتداوّل ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مقاطعاً مصورة توثق لحظات مرعبة يعيشها المسلمون في الهند، من القفز على جسد مسلم مات تحت التعذيب إلى حرق فتاة بسبب هويتها المسلمة وجلد أخريات بالعصي أمام عشرات الرجال وقطع رأس شاب ورميه بعد فصله عن جسده، بالإضافة إلى تعذيب الأطفال والمسنين.

لعلّ من أبرز المقاطع المصورة التي هزّت مواقع التواصل الاجتماعي دون أن تهزّ الضمير العالمي، شريط مصور يظهر مصوراً هندوسياً وهو يدوس على جثة مسلم، وآخر يظهر قتل فتاة مسلمة وحرقها بعد تعذيبها .

في حين أسفرت حملة الإعتقالات الأخيرة عن إلقاء القبض على أكثر من “500” مسلم بالإقليم، بعد مقتل “ثلاثه” أشخاص من الهندوس في المدينة الرئيسية بالإقليم سريناغار، ، في تصاعد مفاجئ للعنف ضد المسلمين فقامت الحكومه بتحميل المسلمين المسؤليه الحادث ، حيث شنت السلطات الهندية حملة اعتقال موسعة بحق مسلمي كشمير، بعد أسبوع دام في الإقليم ذي الغالبية المسلمة تخللته أعمال عنف وعمليات اغتيال كثيره .

أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشدة قتل وتهجير آلاف المسلمين في ولاية آسام الهندية واصفا إياها بجرائم “إرهاب الدولة” واستنكر الأمين العام للاتحاد في بيان ما يتعرض له المسلمون في الهند خاصة في ولاية آسام الهندية من عنف ممنهج وقتل وأشكال الاضطهاد في حقوقهم وحريتهم الدينية وحياتهم الاجتماعية ومحاولات إكراههم على التهجير من بيوتهم.

اتجهت أنظار العالم والوطن العربي إلى إقليم كشمير بعد انتشار الحرائق والقتل المستباح للنيل من المسلمين، ليتصدر سؤال علي منصات التواصل الاجتماعى ماذا يحدث في كشمير اليوم ؟ ..تعالت الصرخات بين سكان أقليم كشمير في الهند بعدما سقط الكثير من الضحايا أرضًا غارقين في دماؤهم، حيث تعدت السلطات الهندية على المسلمين المتواجدين بإقليم كشمير.. والسؤال الأبرز ألم يَحِنْ الوقت، لقادة الهند وباكستان اتخاذ خيار واضح بين الصراع والتعاون، وإذا كانوا يريدون لشعبها العيش في سلام وآمان .