الCD يتصدر المشهد الجامعي .. والطلاب مابين الصمت والمعاناة

 بعد أسابيع من العام الدراسي الجديد ..  هل يعد نظام الكتب الإلكترونية المدمجة حلا وتيسير أم معضلة للطلاب؟

تحقيق: دنيا عادل

تعد الكتب الجامعية وسيلة الطالب للوصول للثراء المعرفي، وإتقان الفهم بكافة السبل منها التلخيص والكشط والتحديد، ومرجعه بعد سنوات للتأكد من المعارف المكتسبة طوال سنوات الدراسة والمعلومات والخبرات ، أما الآن ومع النظام الحديث للتطوير فقد تحولت الكتب الجامعية إلي وسيلة للثراء وليس للعلم، وهموم ثقيلة علي كاهل الطلاب وأولياء الأمور، ليتحول الكتاب الجامعي إلي سلعة إستثمارية خالية من المعلومات المفيدة.

تعد قيمة الكتاب الجامعي من أهم القضايا التي لها دور كبير في تدني مستوي الخريج الجامعي، بجانب أنها تمثل عبئا علي الطالب والأسرة المصرية لإرتفاع سعر الكتاب وإلزام الطلاب بشرائة، ومع سوء أحوال البلاد وظهور فيروس كورونا المستجد وعدم السيطرة عليه، أصدر قرارا ينص علي إستبدال الكتب الجامعية التي تعد عبئا علي كاهل الأهالي لغلائها، إلي CD بمثل عبئا أخر وليس تخفيفا كما يزعم البعض لغلاءة ، لإلزام الطلاب بشراء لاب توب من أجل الحصول علي المادة العلمية.

فما مصير تلك الفئة الجامعية من هذا القرار ؟

هل ذلك له تأثير علي مستوي الطلاب في الدراسة؟

وجة المجلس الأعلي للجامعات خطابا إلي الجامعات الحكومية ، وذلك لبحث سبل تفعيل قرار المجلس بشأن تحويل الكتاب الجامعي إلي إلكترونيcd، وهذا في إطار تحقيق التحول الرقمي في كافة المستويات، وأيضا الإسهام في توفير المادة العلمية للطلاب أون لاين عبر منصات الجامعة المختلفة للحفاظ علي أطراف المنظومة علي أطراف المنظومة التعليمية ، حيث أنه يوجد بعض الجامعات بدأت في إتخاذ خطوات جادة نحو التنفيذ، وهذا من خلال تشكيل لجان لبحث الأمر لضمان الحفاظ علي إتاحة الكتاب للطلاب وعدم تأثر أعضاء هيئة التدريس.

ذكر الدكتور”حسام رفاعي”نائب رئيس جامعة حلوان لشؤون التعليم والطلاب، بأن الجامعة ستعمل علي تبني مايصلح لأطراف المنظومة التعليمية ، وأن تطبيق منظومة التعليم الهجين كانت بمثابة نواة للتحول إلي التعليم الإلكتروني والكتاب الإلكتروني، مضيفا بأن القرار يشمل إلغاء توزيع الكتب الورقية وتوزيعها من خلال الcd ، أو رفع المقررات الدراسية عبر منصة الجامعة التعليمية خلال لينك للطلاب، أو الجمع بين الطريقتين.

كما أشار”رفاعي”إلي أن الجامعة تبحث لوضع نظام عادل لضمان تحقيق العدالة بين كافة الأطراف والحفاظ علي حقوقهم، موضحا بأن تكلفة الطباعه سترفع عن أعضاء هيئة التدريس مع وضع سعر أقل للكتاب الإلكتروني للطلاب، وأن الجامعة تدرس إتاحة معامل للطلاب للدراسة اون لاين، وبصفة خاصة في حالات الطلاب الذين لايمتلكون أجهزة حاسب آلي.

ومن جانبة، أكد الدكتور”محمود علم الدين”المتحدث الرسمي بإسم جامعة القاهرة، بأن الجامعة جاهزة لإنتاج المقررات الدراسية إلكترونيا، وأيضا جاهزة لإنتاج الكتب المطبوعة، وخاصة أنها تمتلك مركز الترجمة والنشر ومطبعة متكاملة مركزية وأكثر من مطبعة داخل الكليات، لافتا إلي أنه منذ سنوات كانت الجامعة تعمل بنظام الكتب الرقمية الذي تختلف عن الكتاب التقليدي، وأن الجامعة لديها تجارب في تصميم المحتوي وإنتاجة وتجهيزة ، كما تمتلك منصة الذكية”الأولي”علي مستوي أفريقيا التي يمكن من خلالها التعامل مع المقررات الدراسية أون لاين.

في السياق ذاته، قررت جامعة الأزهر بمنع التعامل بالكتاب الورقي والإستعاضة عنه بأقراص مدمجة، حيث أن القرار ينص علي عدم بيع او طباعة كتب أو مزكرات او أي مواد ورقية تزامنا مع رؤية الدولة للتحول الرقمي، وأن الأقراص الدمجه cd تقسم داخليا إلي مجلدات بإسم كل شعبة أي أن البرامج الدراسية داخل كل مجلد للشعبة لكل فرقة دراسية ، و تضمن القرار إقرار عضو هيئة التدريس بإسم الكتاب ومحتواة ومسؤوليتة الكاملة وموافقته علي نشرة إلكترونيا، وموافقة مجلس القسم علي تدريس الكتاب ضمن مقررات القسم للكليات النظرية والعملية.

علي النحو التالي ، فقد إعترض العديد من الطلاب علي تنفيذ القرار بسبب إرتفاع سعر الcd ، وعدم إمتلاك كل الطلاب جهاز لاب توب لعرض محتوي الأسطوانات علية، وقد تصدر هاشتاج علي مواقع التواصل الإجتماعي بإلغاء_ نظام _CD _لعدم_توافر_الإمكانيات_ عند_جميع_الطلبة ، عقب قرار المجلس الأعلي للجامعات بتحويل الكتاب الجامعي إلي إلكتروني ، مما تسبب في حالة من الغضب لدي جميع طلاب الجامعات الحكومية والخاصة بسبب غلاء سعر الcd.

وناشد عدد من طلاب جامعة أسيوط كل من الدكتور”مصطفي مدبولي”رئيس مجلس الوزراء ، والدكتور”خالد عبدالغفار”وزير التعليم العالي عبر البوابة الإلكترونية لمنظومة الشكاوي الحكومية الموحدة التابعة لرئاسة مجلس الوزراء ، بإلغاء الأسطوانة التعليمية والتي لاتحتوي إلا علي مقرر PDF ، مؤكدين علي أنهم لايستفيدون منها ويطبعوا المقرر خارج الجامعة ولا أحد يذاكر من PDF لعدم قدرتهم علي توفير جهاز كمبيوتر، وقد يواجه بعض الطلاب صعوبة في نقل محتوي الأسطوانة إلي الهاتف المحمول ، بجانب تكاليف الأسطوانة التي تتراوح قيمتها من”٦٠٠”إلي “ألف”جنية، مطالبين بتخفيض سعر الأسطوانة علي ان تتراوح من “مائة”ل”مائتين”جنية.

ومن هذا المنطلق ، أعلنت عدة كليات سعر الكتب الإلكترونية ، وعلي رأسهم كلية الزراعة بجامعة عين شمس ليصل إلي “١٧٧٠”جنية ، وكذلك كلية التجارة ليصل سعر الcd للفرقة “الأولي””٨٥٥”جنيها، وللفرقتين”الثانية والثالثة” “٨٢٥”جنيها، وللفرقة “الرابعة”قسم المحاسبة “٧٨٠”جنيها، والفرقة “الرابعة”قسم الإدارة “٧٠٥”جنيها، بينما في كلية الحقوق جامعة الزقازيق بلغ سعر الcd “٩٠٥”جنيها، وبالمقارنة بالأعوام السابقة نجد أن مصاريف الكتب الجامعية كانت في متناول جميع الطلاب، وكان يتراوح سعر الكتاب الجامعي بحميع الكليات من”٢٠”ل”مائة”جنيها، ولكن الآن يصل سعرة ل”٩٠٠”جنية.

حيث رصدت جريدة الدولة الآن بعض أراء المتخصصين حول هذا القرار، فذكرت الأستاذة”أمل.ز”السكرتير العام لعميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالسادات، بأن الكتب الجامعية ستكون في ملف PDF ، وأن أغلب المؤسسات بتتوجة لتحويل كل ماهو روقي إلي إلكتروني، وذلك لمواكبة إتجاة الدولة للتحول الرقمي، وهذا في حالة إذا تم تطبيقة بالطريقة الصحيحة لأن بعض الطلاب لم يكن لديهم الثقافة التكنولوجية الكافية، مضيفه بأن هذا القرار له العديد من السلبيات فكما ذكر سابقا بأن الكتب ستكون في ملفات PDF فنجد بعض الطلاب لم يكن لديهم القدرة والإستطاعة علي المزاكرة PDF ، وأن الطلاب سيقوموا بطبع المقرر من المنهج وهذا بكون مكلف بالنسبه لهم، بجانب أنه يوجد بعض الطلاب لم يكن لديهم الإمكانيات المادية الكافية ليكون لديهم هواتف حديثة لتحميل عليها الpdf.

هناك أيضا بعض أراء المواطنين حول هذا القرار ، ولعلنا نذكر رأي “ياسمين. ع”طالبة بكلية الإعلام جامعة الأزهر فقد أشارت إلي أن الcd إذا كان عبارة عن تطبيق معين علي الهاتف ويوجد عليه كل الكتب ولم يحتاج إلي مساحة علي الهاتف ، ويتم توفير قطع للأشجار، وحماية للبيئة، ولكنة إذا كان عبارة عن إسطوانة تحتاج إلي لاب توب فهذا سيكون مكلف لأن الكثير من الطلبة لم يكن لديهم لاب توب، بالإضافة إلي أن معظم الطلبة “مش بيحبوا يذاكروا من الإلكتروني”، موضحة بأن هذا سوف يؤثر علي مستوي الطلبة في الدراسة لأن هذا يحتاج إلي وقت ومجهود.

لفتت”رحمة.ب”طالبة بكلية التجارة جامعة السادات ، إلي ان الcd يعد مشكلة كبيرة بالنسبة للطالب ويؤثر علي مستواة الدراسي، حيث أنه يجبر الطالب علي شراء اللاب توب وهذا مكلف، وأيضا مزاكرة الطالب سواء أكان من اللاب توب او الهاتف تمثل مشكلة كبيرة ، وأنه خلال الأيام القادمة سيحصل كل طالب علي باسورد خاص بية واليوزرنيم وذلك عند سدادة تكاليف مصاريف الجامعة والكتب ، مشيرة”أسماء.محمد”طالبة بكلية الدراسات الإسلامية بالسادات بأنه إلي الآن لم يتم الوصول إلي معرفة مميزات القرار، ولكنة يوجد طلاب يعانون من مشاكل صحية كضعف النظر وهذا مما يصعب عليهم كيفيه التعامل مع هذا النظام، قائلة”ربنا ييسر الأمور ، ويختار لينا الصالح”.

في السياق ذاته، أوضحت”سارة.ج”طالبة بكلية الدراسات الإسلامية بكفر الشيخ بأنه قبل تطبيق هذا القرار يجب النظر إلي أنه كما يوجد طلاب قادرين علي شراء اللاب توب أو طباعة كل المقرر المنهجي، إلا أنه يوجد بعض الطلاب الغير قادرين علي شراء او طباعة وأن هذا القرار زيادة عبء علي الأهالي وليس تخفيف كما يزعم البعض ، وأن معظم الطلاب تفضل المزاكرة من خلال الكتب الورقية ، لافتة “آلاء.س”طالبة بكلية الدراسات الإسلامية بالسادات ، بأن قرار إستبدال الكتب الجامعية لcd يعودبالضرر علي الطلاب، فنحن نجد أماكن كثيرة بها إنقطاع متواصل للكهرباء مما يعمل علي إنقطاع النت لمدة طويلة، وهذا مما يؤثر بالضرر علي الطالب وتراكم المحاضرات .

ونؤكد علي أن قضية إستبدال الكتب الجامعية وتحويلها لcd او ملف pdf ، قد يكون لة بعض الإيجابيات وبعض السلبيات، حيث أن الإيجابيات متمثلة في تحقيق التحول الرقمي ، والإسهام في توفير المادة العلمية، بينما السلبيات كزيادة عبء علي الطلاب والأهالي في شراء اللاب توب ، أو طباعة المناهج المقررة، كما يلتزم علي الطلاب الحضور إلي الجامعة يوميا .

إستبدال الكتب الجامعية لكتب إلكترونية أصلحت عثرة في طريق التنمية وبمثابة حجر الأساس في فشل منظومة التعليم في مصر، لذلك يجب علي كل جامعة قبل تسليم كل طالب الcd الخاص بة والباسورد تكون الجامعة قد أجريت دراسة قبل ذلك، وأن يكون لديها الإمكانيات اللازمة لتوفير المناهج للطلاب لكي لا يضيع مستقبلهم.