porno.com
الرئيسية » منوعات » الهدية مفتاح لسعادة النفس وخطاب لسمو العقل

الهدية مفتاح لسعادة النفس وخطاب لسمو العقل

#الدولة_الآن

  كتبت:أسماء البردينى

مع أننا تناسينا تأثير الهدية على نفوسنا وعلى الآخرين فلم نعد نقول شكرا لأحد وأصبح التعبير عن المشاعر والمودة والمحبة للآخرين ثقيلة على قلوبنا ،والأكثر من ذلك أصبحت الكلمات لا تقال وكأن الحياة أماتت فينا الاحساس والمشاعر

فمتى آخر مرة أخبرت فيها أمك وأبيك انك تحبهم كثيرا ؟، متى عبرت لأولادك عن حبك لهم وسعادتك بهم ؟
لماذا لا نخصص في كل شهر جزءاً بسيطاً من مصروفنا للهدايا نقدمها للزوجة والوالدين والأبناء تعبيراً عن الحب والوئام؟

فالهدية للزوجة مع ابتسامة وكلمات رقيقة مداعبة حتى تشعر بأن زوجها يبحث عن وسائل إسعادها، وهى تعبير رومانسي عن الذوق والأخلاق والمشاعر النبيلة وهي رد الفعل الذي يعكس الشعور بالفرحة والشكر والكرم وهي كالبلسم الشافي ، ومفتاح لحل كثير من المشاكل الأسرية.

فرسولنا الكريم “سيدنا محمد ” صلى الله عليه وسلم  فكان يقبل الهدية ، فالهدية تذهب الكره والبغض والحسد

والهدية تدخل الفرحة والبهجة إلى النفس وما أجمل أن يشارك المرء الآخرين هذه الفرحة، ويكون سببا في إدخالها عليهم وليس أفضل من الهدية نقدمها لمن نريد إسعادهم من الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء، كما أن للهدية فعل السحر على قلوب الناس فهي تزيد الود لمن بينك وبينه ود، وتزيل الضغينة من النفوس، كما أنها وسيلة تعبير جيدة عن تقديرك واعتزازك لمن تهديه وهي رمز له مغزى ومعنى رقيق يشيع في النفس السعادة.

و الهدية لا تقيّم بقيمتها المادية وإنما بقيمتها المعنوية بما ترمز إليه من محبة ونقاء وحسن سريرة وبما تساهم فيه من ترطيب الأجواء وتنقية العلاقات، فالهدية على صغر حجمها وانخفاض قيمتها تفعل ما لا يستطيع غيرها فعله في كسب ود الناس وجلب حبهم وقد جاء في الاثر «تهادوا تحابوا» وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية، ويثيب عليها ما هو خير منها، وكان صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعام سأل عنه، أهدية أم صدقة؟ فإن قيل صدقة، قال لأصحابه: كلوا ولم يأكل وإن قيل هدية ضرب بيده، فأكل معهم، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم ألقى ببردته على الشاعر كعب بن زهير كهدية رمزية منه له بعد أن مدح الرسول صلى الله عليه وسلم في قصيدته المشهورة فما كان من كعب إلا أن أسلم ودخل في دين الله وصار شاعر الاسلام بعد أن كان يهجو المسلمين.

وعن عائشة رضي الله عنها أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه ألا يردوا الهدية فكان صلى الله عليه وسلم لا يرد طيبا أبدا، وكلما كان الجار أقرب كان أولى بالهدية من غيره ولذا روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قلت يا رسول الله أن لي جارتين فإلى أيهما اهدي قال: إلى اقربهما منك بابا.

وهنا سؤال مهم :لماذا لا نخصص في كل شهر جزءا ولو بسيطا من مصروفنا للهدايا نقدمها الى الوالدين والى الزوجة والابناء فالهدية للزوجة لها اثر كبير في نفسها وهى رمز للحب وتشعرها بأن زوجها لا ينساها وانه يقدرها ويحترمها، وتأثير الهدية ليس بثمنها المادي بل ترتبط بتأثيرها بحسن اختيارها واتقان تقديمها وبالرسالة التي تنقلها هذه الهدية من احد الشريكين الى شريكه الثاني فللهدية وسائل متعددة للتعبير عن الحب.

ويرى استاذ علم النفس د .”خضر البارون” أن للهدية أثر السحر في نفس من يتبادلها، وقال: فالهدية تجلب المحبة والرحمة وصفاء النفوس وهي تعبر عن اجمل المعاني لما لها من وقع على كيان الانسان، كما قد يكون لها اثر سيئ عندما تكون مبطنة بمصالح شخصية او نفاق او لتحقيق رغبات لا تتماشى مع القوانين والأعراف، وأيضا تقدم الهدية لكي يقبل عذري أو لكي اعتذر عن خطأ ارتكبته، لأنني حريص عادة على ألا اخطئ مع الناس لانني اكن لكل الاشخاص الاحترام والود.

الخبير الأسري د.”محمد رشيد” العويد يؤكد ان الهدايا بين الزوجين رمز للحب والتقدير وتعبير عن الامتنان والعرفان، فالهدية تقوي الحب والانسجام وليست الهدية بقيمتها المادية ولكن مجرد تذكر الزوج زوجته بهدية فهذا شيء يسعدها ويفرحها وتكون قيمتها قيمة روحية عظيمة الا وهي الحب وتنمية أواصر ومشاعر الود والمحبة فهي خطاب للنفس وخطاب للقلب وتترك أثراً نفسياً عميقاً في نفس الزوجة او الزوج.

ويضيف الاخصائي النفسي د.”صالح الشويت” الهدية تعبير رومانسي عن الذوق والأخلاق والمشاعر النبيلة وكذلك هي رد الفعل الذي يعكس الشعور بالفرحة والامتنان والشكر على فعل الكرم والواجب الأخلاقي الإنساني الذي حصل عليه الفرد من الآخر، ولما كانت جوانب الانسانية وأسس العلاقات الاجتماعية تشمل الكثير من التعاملات بالأخذ والعطاء ضمانا لاستمرار التواصل بين بني البشر.

وأشار الشويت إلى ان الهدايا هي بمثابة رمز لكل ما هو جميل ، وهى مجرد رمز له معنى معنوي رقيق ومعبر عن الموقف والمناسبة التي جعلت من أجله، فحياة الإنسان كلها عبارة عن فعل ورد فعل، والهدية تعبير عن المجاملة والعرفان بالجميل، تعبر عن حال مقدمها وعن طبيعة شخصيته واهتماماته، فصاحب الشخصية الرومانسية الحالمة يهتم بتقديم هدية في صورة باقة ورد أو كارت يحمل عبارة جميلة، أما صاحب الشخصية الجادة والتي تهتم بالمحتوى الفكري فيهتم بتقديم هدية في صورة كتاب او أدوات كتابية.. الخ، وبشرط ان تكون الهدية ذات منفعة خاصة لمن تقدم اليه او تكون مكملة لاحتياجاته في وقت تقديمها الى درجة امكانية استبدال الهدية بقيمتها نقدا في حالات معينة، حتى يستخدمه المهدى في شراء ما يحتاج اليه.

ويقول الاخصائي النفسي د.كاظم ابل عن الهدية: هي قيمة اجتماعية متوارثة عن الآباء والاجداد تقدم في الاعياد والمناسبات، فعرفت الهدية منذ نشأة العلاقات الانسانية، ومنها اسلوب انساني يكسب الأبناء عادة المشاركة والعطاء ويخلق جوا له القدرة على حل كثير من المشاكل والمتاعب، فالهدية يختلف نوعها وفي قدرتها التعبيرية عن المشاعر الانسانية لان الانسان دائما يحتاج الى الدعم النفسي المستمر وخصوصا من اقرب الناس اليه في صور مختلفة تشيع البهجة وتضفي نوعا من التعبير عما تحمله النفس من مشاعر طيبة، وحبذا ان يعود الآباء اولادهم على تبادل الهدايا المادية الملموسة وغير الملموسة بمعنى العامل العاطفي المبني على الود والمحبة، والاسرة لديها المقدرة على ذلك لما لها من اظهار هذه المشاعر التي تترك اثرا في الابناء.

للهدية أثرها في نفس المهدى إليه مهما كانت العلاقة التي تربط الطرفين، ففي الهدية معان كثيرة سامية تدخل البهجة والفرح إلى قلوب الناس، حتى الأطفال يهتمون بالهدية ويعرفون قيمتها وتلعب بحياتهم دورا كبيرا، فمن أهم عوامل التحفيز لدى الأطفال المكافأة بالهدية، وغالبا ما تكون الهدية ذات أثر كبير في النفس، وذلك لأن الطفل لا ينسى من يهديه هدية ما أو ما هي هذه الهدية ومناسبتها، فذاكرة الطفل غالبا ما تحمل الأشياء الجميلة وتحافظ عليها، والهدايا هي إحدى تلك الذكريات الجميلة.

والإسلام يدعو إلى تحاب الناس وتآخيهم وتعاضدهم، من أجل الرقي بالمجتمع المسلم، ليكون مجتمعا فاضلا مترابطا، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة المنورة وحينما شرع في بناء الدولة الإسلامية، كانت من أساسيات بناء هذه الدولة ومجتمعها أن شرعت المؤاخاة، إذ شرعت في السنة الأولى من الهجرة.

وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها»، فالهدية مندوب إليها وهي سنة غير واجبة.

فالإهداء يعد من الحوافز النفسية التي رغب بها علماء النفس من أجل حفز المتلقي على قبول ما يراد منه، وهذا ما كان يستخدمه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، حيث كان يكثر العطاء والإهداء للمسلمين الجدد ولأصحابه كسبا لقبولهم، وتثبيتا لهم على الاستقامة، وإعانة لهم عند الحاجة، فالهدية تفعل ما لا تفعله الخطب والمواعظ، وتجعل القلب على أتم الاستعداد للتلقي عن المهدي، كما أنها أثر نعمة لم تزل تذكّر بصاحبها، وتستحضر صفاته الحميدة، وسجاياه الطيبة، كما أنها رسول مباشر إلى القلوب يدخل إليها من دون استئذان فيأسرها، ويجعل المشاعر تجيش بالمودة، وتستشعر بالرفق والمحبة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

” سما رامى ” ملكة جمال متلازمة داون تحصل على بكالوريوس إدارة لوجستيات التجارة والنقل الدولى

#الدولة_الآن كتبت: أمينة حمدي “سما رامي” ملكة جمال متلازمة داون وأيقونة ذوي الهمم ،ناشطة في ...

youporn