كتبت : أسماء البردينى
هو من الأمثال المنتشرة حتى اليوم وهو للدلالة على أن البنت تكون نسخة مصغرة من أمها ، فإن كانت الأم صالحة وأخلاقها عالية تكن ابنتها كذلك والعكس ويقال دائمًا كدليل على تشابه البنت في صفاتها وأفعالها مع أمها وتعود أصول هذا المثل إلى التراث الشعبي الفلسطيني حيث تم تداول هذا المثل في الأحياء الشعبية ثم تناقلته الألسنة ليصير من الأمثال المشهورة والمعروفة ، وعند الرجوع لأصل المثل والواقعة التى قيل فيها ، سنجد الكثير من القصص والحكايات والتي يزعم الكثير أنها كانت أصل المثل
إحدى هذه الروايات :يقال أنه في العصر العثماني كانت النساء المتزوجات هن من يصعدون إلى سطوح المنازل ولم يكن مسموح للنساء غير المتزوجات بالصعود ، وقتها أيضا كان صوت المرأة عورة ، فعندما كانت تحتاج الأم إلى ابنتها ولا تستطيع أن تنادي عليها ، كانت الأمهات يقومون بحيله وهي أن تقوم بقلب الجرة على فمها فيحدث صوت ارتطام بالأرض تسمعه الابنة وتصعد لأمها ومن هنا قيل (أقلب الجرة على فمها تطلع البنت لأمها)
وهناك من يقول رواية أخرى ، أنه كان هناك امرأة قلقة على مستقبل ابنتها وأرادت أن تعرف كل شيء عن حياة ابنتها قبل زواجها بفترة بسيطة ، فذهبت إلى العرافة برفقة ابنتها لتقرأ لها الطالع ، باستخدام العصى والحجر والجرة ، فوضعت العرافة حصى بداخل الجرة وقلبتها على فمها ، وخرجت من الجرة حصى صغيرة وأخرى كبيرة ، فقالت العرافة للمرأة (إن ابنتك ستكون مثل أمها ولودة ودودة ) ، وقالت أقلب الجرة على فمها تطلع البنت لأمها.
أما عن الرواية الثالثة وهي المشهورة ، يقال أنه كان هناك صانع للفول ، وكانت زوجته تساعده في صنعه ولكن في كل مرة كانت الجرة تسقط من بين يديها ويفسد الفول ولما تكرر الأمر قرر صانع الفول أن يطلقها ، وطلب بعد ذلك من ابنته أن تساعده كما كانت تفعل زوجته ، فكانت تفعل ما تفعله أمها هي الأخرى وتسقط الجرة من بين يديها وقتها قال أبيها (اقلب الجرة على فمها تطلع البنت لأمها) .
والرواية التى تعتبر مقبولة نوعا ما :كانت هناك امرأة بسيطة تذهب كل يوم إلى النبع حتى تملئ جرار الماء لتستخدمها في المنزل في إعداد الطعام وغيره من مستلزمات البيت وكانت عند عودتها وهي تحمل أكثر من جرة مملؤة بالماء تتعثر في الطريق فتفقد جميع الجرار وتضطر إلى العودة لملئها من جديد مما كان يجعلها تتأخر في جلب الماء وكانت والدة زوجها كثيرًا ما تؤنبها على هذا التأخير وفي النهاية لا تأتي إلا بالقليل من الماء.
وكانت لهذه المرأة ابنة جميلة فأرادت جدتها أن ترسلها لجلب الماء حتى تكيد زوجة ابنها وتريها أن حفيدتها أشطر منها وسوف تأتي بالماء الذي يحتاجونه في أسرع وقت وبالفعل أعطت الجرة للبنت وقالت لها اذهبي واملئي الجرة بالماء وبالفعل ذهبت البنت وملئت الجرة من النبع ولكن عند عودتها تعثرت في الطريق وانكسرت الجرة وفقدت الماء وعادت لجدتها وهي تبكي لتعثرها فقالت الجدة وهي تندب حظها “طب الجرة على فمها تطلع البنت لامها”.