“وهم سبق الرؤية” أو “ما شوهد من قبل” أو “الذاكرة الكاذبة” أو “ديجا فو”.. هي كلها مسميات تعكس حقيقة واحدة، وهي إعتقادنا بأننا قد عشنا هذه المواقف بنفس تفاصيلها من قبل.
هذه الظاهرة الغريبة فسرها العالم الفرنسي “إميل بويرك” هو أول من درس هذه الظاهرة الغريبة , وأعطى لها هذا الإسم عام 1876وقد نشر في كتابه “مستقبل علم النفس”، مؤكداً أننا قد نمر في بعض الحالات بشعور من الرهبة أو الغرابة لأننا نشعر أننا قد رأينا هذا الشي من قبل أو زرنا هذا المكان سابقاً أو قلنا نفس الكلام لنفس الشخص في موقف مماثل تماماً في وقت مضى.
الديجا فو , هو مصطلح فرنسي , يعني حرفياً ( رأينا من قبل – وهم سبق الرؤية ) – ولديه العديد من الأنواع التي تختلف عن بعضها , فيشمل ( ديجا فيكو ) , ويعني أننا شهدنا هذا بالفعل ، و ( ديجا فيزت ) , وتعني أننا زرنا هذا المكان من قبل , وأخيراً ( ديجا سيتي ) , وتعني أننا فكرنا في هذا من قبل .
ويرى العلماء في جامعة تكساس أن تلك الظاهرة لم يدرسها الباحثون حق الدراسة رغم أن 60% 80% من الناس يواجهونها من وقت إلى آخر ، وقد قامت أحدث دراسة بالجامعة بدراسة الفصل الصدغي من الدماغ هو الذي يتحمل المسؤولية عن الذكريات والأحداث والحقائق الطويلة الأمد.
وكشف العلماء وجود علاقة بين وآليات تخزين المعلومات في الفص الصدغي من الدماغ، وذلك نتيجة دراسة المرضى الذين تصيبهم نوبات الصداع، إذ تبين أن تلك الظاهرة تنشأ نتيجة أخطاء تحدث عبر عمليات عصبية محددة تجري داخل الدماغ.
وتوصلت الدراسة أيضاً إلى أن البعض تأتيه نوبات الصداع قبل شعوره بظاهرة “ديجا فو”، كنوع من التنبيه إلى قدومه
وعن حقيقة ظاهرة الديجافو عندما تحدث نفسك وتقول :لقد رأيت هذا المشهد من قبل و لقد عشت نفس الأحداث التي حدثت حالياً من قبل نعم أنا متأكد من هذا ! هذا الأمر حدث معاً جميعاً أقسمنا أننا مررنا بنفس الأحداث و عشنا نفس المواقف من قبل بالرغم من حدوثها في نفس الوقت الذي شعرنا فيه بهذا الأمر فيكف يحدث هذا ، و هنا بدأت بعض التفسيرات الكثيرة و التي ليس لها أي علاقة بالواقع و لا الحقيقة فهناك من فسر هذا قائلاً أنا شخص خارق للطبيعة و أشاهد الأشياء قبل أن تحدث و هناك من قال أنها كانت رؤية في حلم قد حلمت به من قبل و وصل الأمر أن هناك بعض الأشخاص قالوا أن هذا الشيء يؤكد نظرية تناسخ الأرواح التي تقول أنك كنت موجود على الأرض من مائة عام و قد حدث هذا الأمر معك من قبل في حياتك السابقة قبل أن تولد من جديد في مكان و زمن أخر ، و بالطبع كل هذه التفسيرات تعد مجرد أشياء خيالية أقل بكثير من أن يقال عليها أنها مجرد مزاح ، أنما حقيقة الأمر أن هذا شيء متعلق بظاهرة علمية أسمها وهم سبق الرؤية أو كما يطلق عليها بالفرنسية أي كما عرفت بين الناس في الوطن العربي بإسم ديجافو و التي تعني بالفرنسية سبق ورأيته ، ولكن ما هي ظاهرة الديجافو و لماذا تحدث معك و ما هي أنواعه ؟.
ما هي ظاهرة الديجافو : كما ذكرنا من قبل هي الشعور عند موقف ما حدث لك بأنه حدث لك من قبل و يتكرر معك الأن و لكن لا تعلم متى حدث هذا من قبل بالضبط و أين ، و من الممكن أن تسافر إلى بلد أو تدخل إلى مكان لم تكن ذهبت إليه من قبل و لكنك عندما تراه تشعر أنك قد جاءت إليه من قبل و لكن أيضاً لا تعلم متى و لماذا؟
التفسير العلمي الصحيح لظاهرة الديجافو : كان من الصعب جداً تفسير هذه الحالة من قبل العلماء لأن بالطبع من الصعب نقل إنسان إلى المختبر و متابعة ما يحدث له ، و هنا لا يوجد أي تفسير أخر غير المخ البشري المتحكم بكل شيء في حياة الإنسان ، و يعد أكثر التفسيرات منطقية لهذا الأمر أن من الطبيعي أن المخ هو الذي يعطي الأمر بكل شيء على سبيل المثال إذا قمت بتحريك يدك فهذا أمر من المخ أنت فكرت بتحريك يدك فهنا عمل المخ و أعطى أمر إلى اليد بالتحرك ، و أيضاً هذا الأمر يتعلق بالبصر حيث أن المخ به مراكز متخصصة للسمع و البصر و هنا المحتمل الأكبر أن يكون المخ تأخر في أدراك هذا الشيء لبضعة ثواني و ذلك بالطبع يعطي الشعور بأن هذا الأمر له ذكرى ، و أيضاً هناك تفسير علمي لهذه الظاهرة يقول بوضوح أنه حدوث عدم مطابقة في المخ يجعله يخلط بين الإحساس بالماضي و الإحساس بالحاضر ، إذن كل التفسيرات تثبت شيء واحد فقط أن هذا الأمر مجرد وهم خدعك به عقلك و ليس أكثر .
من أنواع الديجافو
كما ذكرنا سابقاً تعدد التحليلات والتفسيرات لهذه الظاهرة الغريبه المحيرة، واتفق العلماء على تقسيمها إلى تلك الأنواع وتتضمّن ما يلي:
أولاً : ديجا فو “شوهد من قبل”
“شوهد من قبل” هو الشعور بأن تكون متأكداً من اختبارك لموقف معين فى السابق، كأن ما حدث يكرر نفسه فى لحظة جديدة، والكثير من هذه المرات، يكون لأنه حدث بالفعل من قبل، فعندما نفكر فى ما نفعل أونقول كل يوم، فإنه في كثير من المرات إعادة للفعل نفسه.
ولقد حدث كثيرا أن كنت أحكي قصة معينة ثم اضطررت في منتصفها أن أسأل أصدقائي : هل حكيتها لكم من قبل؟، وفي نصف الأوقات التى يحدث معى هذا، يكون الأمر قد حدث فى حلم.
ثانيًا : ديجا فيكو “شعرت به من قبل”.
هى مشابهة ل”ديجا فو” لكنها أكثر احساسا، فالـ”ديجا فو”، هو شىء “شاهدته” من قبل، ولكن لحظات الـ”ديجا فيكو” هي شىء شعرت به من قبل، حيث يستحضر حواس مثل الشمّ وأصواتًا بتفاصيل أعظم، إنه صورة أكثر شدة من ال”ديجا فو”
ثالثًا: ديجا فيزيت “كنت هنا من قبل”.
هو شعور رائع بالألفة مع مكان لم تذهب إليه من قبل، إذا كنت تتمشى في مدينة جديدة عليك أو في غابة على سبيل المثال، فيكون لديك هذا الإحساس الغريب بأنك كنت هناك من قبل، حسناً، ربما كنت هناك فى حالة حلم.
كنت اتمشى فى حى “سانتا كروز” وهو مكان لم أتخيل ان أزوره من قبل، لقد شعرت بإحساس عارم بأننى كنت هناك من قبل، لقد فكرت فى هذا المكان وأنا طفل، وكان هذا الشعور أقرب للاحساس بوجودى هنا أكثر من أي شيء، كانت التجربة مذهلة.
رابعًا : ديجا سينتى ” ألم أتصل بك ، حقا؟
هو ظاهرة ” الإحساس مسبقاً” بشىء ما يترجم أحياناً بالأعتقاد بأنك قد تحدثت و فعلت شيئا، ولكن بعدها تدرك أنك لم تقل أى شىء، وتحدث فى لحظات من أحلام اليقظة، عندما تعتقد أنك فعلت شيئاً ما وترجع فجأة للواقع وتدرك أنك كنت جالساً مكانك طوال الوقت.
خامسًا : جامى فو” : لماذا تبدو الآن غريبة جدا ؟
المألوف المنسى، ظاهرة مجنونة، فهى بمثابة نقيض ال “ديجا فو”، عندما تقول كلمة عادية تكررها كثيرا ثم فجأة لا يمكنك حتى أن تصدق أنها كلمة بعد الآن، تبدأ فى الشك إذا كنت قد تهجأتها بطريقة صحيحة وتصبح بالنسبة إليك كصوت غريب لحروف مختلطة.
أول مرة حدثت لى كنت فى السادسة وقلت كلمة “finger، إصبع” مرات متكررة، وأفزعنى كيف لم أستطع التعرف عليها بعد تكرارها.
سادسًا: بريسكى فو “على طرف لساني”.
طرف اللسان، هو هذا الإحساس المزعج بوجود شىء “على طرف لسانك” حتى أنه يمكنك تقريباً إمساك الكلمة أو الفكرة التى تحاول تذكرها ولكن لا يمكنك الحصول عليها، تجربة غريبة للغاية، كأنه بإمكانك مشاهدة أجزاء من الكلمة فى عقلك لكنها مضطربة ولا يمكنك إمساكها، واللحظه التى ترجعها إلى وعيك وتعبر عنها تكون مميزة وغير مفسرة أيضا.