الحلقة الثانية من حِرف “على الأصل دور”

 كتبت: أسماء البرديني / ميرفت أشرف

يُعد السجاد اليدوي أحد أقدم الحرف التي عرفها الإنسان، بدأت مع العصر الفرعوني، ومنذ أكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد، في قرية الهمامية بمحافظة أسيوط في وسط الوادي، عُثر علي نقوش لصناعة السجاد اليدوي من الكتان والقطن، وهما المحصولان اللذان اشتهرت بهما مصر في العصور القديمة، كما تبين بعض مناظر السوق في مقابر الدولة القديمة، مشاهد بيع الكتان المغزول.

كان الملك” فاروق” هو أول من سلط الضوء على السجاد اليدوي في العصر الحديث، عندما أراد أن يصنع سجادة يدوية على شكل عملة ورقية فئة الخمس جنيهات، فطلب من مصنع القطان لصناعة السجاد اليدوي أن يبدأ عمله في نسج هذه السجادة، فبدأ المصنع فورا في العمل، لكنه فشل في إنتاجها من المرة الأولى، واحتاج إلى ثلاث محاولات لكي يمكنه إنتاجها.

 ترصد جريدة “الدولة الآن” بعض آراء صانعي السجاد اليدوي وهو عم “عبده” حيث يقيم في القرية النوبية يصنع السجاد والشيلان وبدأ في هذه المهنة في عمر الست سنوات وظل فيها ما يقرب من”54″ عامًا ، وتعلم أولاده هذه الحرفة.

وأضاف أن موسم العمل  ثلاثة أشهر فقط في أسوان وبعد انتهاء الموسم يذهب إلى الغردقة ليبيع باقي منتجاته، وأشار إلى أن في الآونة الأخيرة قلَّ الإقبال على شراء السجاد من قِبل السياح ، وذكر أن لا يوجد ممول لهذه المهنة ولا يوجد تشجيع من الدولة  تجاه هذه الصناعة.

وعلى صعيد آخر ننتقل إلى بلد أخرى مشهورة في صناعة السجاد اليدوي وهي محافظة المنوفية  حيث قال عم “محمد” يعمل في صناعة السجاد اليدوي أكثر من”50″ عامًا وذكر أن حال بيع السجاد وقف وبرر ذلك بأنه من أيام حرب الخليج التاجر لم بييع منتجاته ولو تم بيعها تباع بنصف الثمن.

 ذكر أن تراجع صناعة السجاد اليدوي في مصر بسبب رداءة الخامات وغلاءها وأشار إلى أن الأسر المنتجة كانت تعطيهم الخامات للتصنيع وتشتريهم بعد التصنيع حيث لا تعطيهم الأسر المنتجة شيء منذ ما يقرب من “20 “عامًا ، بالإضافة إلى أن النول تكلفته تتعدى ال”1000 “جنيه .وقال أن لايوجد إقبال على تعلم هذه المهنة لأنها غير مجدية ، وأن خشب النول تم وضعه على أسقف البيوت لحمايتهم من الأمطار.

أوضح “مسعد عمران ” رئيس غرفة الصناعات اليدوية أن عندما زاد سعر الحرير قامت الأسر المنتجة بزيادة سعره حيث يتعدى سعر الكيلو “900” جنيه وأن المتر يأخذ حوالي”4″ كيلو.

وأخيرًا إذا كانت الصناعات اليدوية تعتبر تراث وطني لا يمكن إهماله ,فلابد من تطويره والحفاظ عليه من الإندثار، فدول العالم تشتهى الصناعات اليدوية وتشتريها منا بأرخص الأسعار ثم يعاد تصديرها إلى بلادنا بأغلى الأسعار فالصناعات اليدوية تعتبر من مصادر الدخل القومى التى يمكنها إدخال العملات اللأجنبية وذلك لجودتها وأيضا المصرى يمتلك فن اختيارالألوان والخامات وأيضا يجب الاهتمام بإنشاء أماكن لتدريب الشباب على مثل هذه الصناعات وتنميتها وتطويرها خاصة أن العالم أصبح مفتوح أمامهم بما يمدهم بالكثير من التصاميم والأفكار.