التفاصيل الكاملة لمذبحة كفر الشيخ الأسرية
في تحقيقات وحوارات
1,039 زيارة
تقرير:آلاء إبراهيم
شهدت ليلة رأس السنة احتفالات مبهجة وأصوات متعالية،وقرع للطبول،وانارة السماء بمختلف الأضواء المتباينة،وقلوب ترقص فرحا بانتهاء عام وقدوم عام أخر سعيد،إلا أن البعض كان لديهم
شعورا من نوع آخر في ليلة رأس السنة،شعورا قاسيا،تترقرق له الدموع وتعتصر له القلوب وتتهشم له الضلوع،واقعة تحول فيها رب الأسرة لذئب شرس ،فؤاده من حجر،يعلن كتمانه لفرحة أسرته التي كانت تستعد لحضور زفاف أحد أفراد الاسرة المقربين، أبي الانكسار أمام صرخات زوجته وحبيبته،أبي الخضوع للدموع المترقرقة من أعين ابنائه الثلاثة،أبي التراجع فور رؤية دماء فلذة أكباده تسيل علي سكينه وتغرق يده بذنب مرير ،نحرهم جميعا بدم بارد دون أن تفر دمعة واحدة من عينيه ندما ،بل غسل يده ،وتخلص من ملابسه،وهرع للشارع مطلقا صرخات متعالية وضحكات خفية،مظهرا دموع الذئاب الكاذبة،ومكر الثعلب المميت،معلنا عن عثوره علي أفراد أسرته متناثرين مذبوحين ذبح الأضحية داخل مسكنهم ، مسدلا الستار علي السعادة الأسرية للأبد.

هنا بالطابق الخامس في برج عمر بن الخطاب رقم”4″ بمنطقة الأبراج عثر علي أربعة جثامين مذبوحين داخل شقتهم،تعود للزوجة “منى م.ف.ا”، 38 سنة، طبيبة تحاليل، وبجوارها ابنتها الصغرى “ليلى” “4 “أعوام، ملقتين على سجادة في صالة الشقة ومذبوحتين وغارقتين في بركة من الدماء غطت ملابسهما، وبمناظرة الغرف عثر علي الطفلين “عبد الله” 8″ أعوام، و”عمر” “6” أعوام مذبوحين تماما.
حيث أخطر اللواء فريد مصطفى مساعد وزير الداخلية لأمن كفرالشيخ، من اللواء محمد عمار مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية بمديرية الأمن، بورود بلاغ لقسم شرطة أول كفرالشيخ، من المدعو “أحمد س.ع”، 42 سنة، طبيب، ويقيم بحي سخا،يشكو فيه المذبحة الجماعية بحق أسرته.

علي الفور توجههت القيادات الأمنية لمحل البلاغ وباجراء المعاينة تبين اختفاء مشغولات الضحية الذهبية،وبفحص النوافذ وكافة مداخل الشقة تبين سلامتها من أية كسور أو خدوش،ما دفع المباحث للشك والارتياب حول الواقعة،وتم رفع البصمات،واستدعاء جميع الجيران لاستجوابهم وكل من يتردد علي البرج وبواب البرج،وأهل الضحية وزوجها المبلغ عن الواقعة.
وبمناقشة الزوج حول اكتشافه المذبحة،تحدث واثقا،بعقل مدبر،وذكاء خارق،خدع الجميع،ونشر الأوهام والتساؤلات بين القيادات الأمنية حول كيفية حل اللغز عقب الاستماع لاقواله الكاذبة بعدم تواجده وقت حدوث المذبحة،وبعودته وفتح باب الشقة وجد زوجته وابنته نصب عينه مذبوحتين،وبالتجول في الشقة باحثا عن نجليه عثر عليهما مذبوحين أيضا مادفعه الاستغاثة ببواب البرج، ويكمل مسرحيته المبتذلة باختفاء الذهب.

وبسؤال بواب البرج ويدعى “حسن ع”، 30 عاما، حول تردد غرباء علي المكان قرر أنه لم يشاهد أي أشخاص غير سكان البرج ترددوا عليه باستثناء الطبيب صاحب البلاغ بصعوده شقته وبعدها بدقائق فوجئ يستغيث به باكتشافه زوجته وأطفالهما الثلاثة مذبوحين داخل الشقة.
وبسؤال والدة المجني عليها قررت أن ابنتها أتت لمصر منذ 10 أيام مغادرة السعودية لحضور حفل زفاف أخيها المقرر وصوله هو الآخر من الإمارات إلا أنها فوجئت بابلاغها المذبحة وتعالي الصرخات في المنطقة التي تحولت لثكنة عسكرية،ولم تتهم أحدا.

وتدور التساؤلات بين رجال المباحث والنيابة محاولين فك اللغز وكشف الغموض،الي أن أشارت التحريات الأولية للبحث الجنائي عقب سبع ساعات من اكتشاف المذبحة،بوجود خلافات عائلية حادة بين الزوج والزوجة منذ فترة من الزمن،وأشارت كافة اصابع الاتهام اليه،وبمواجهته وتضييق الخناق عليه اعترف بارتكاب المذبحة بسبب الخلافات الزوجية،وأنها كانت دائمة الخلافات مع أهله، مع دفعه للانتقام منها وعقابها بأقسي ألوان العقاب.
أفاد الزوج المتهم “أحمد س.ع” “42”عاما، طبيب بالوحدة الصحية بكفر الشيخ، أنه عزم يوم الجريمة علي التخلص منها ،فقام بخنقها بحبل أحد ستائر المنزل، ومن ثم نحرها بسكين حاد،معد مسبقا لهذا الغرض،حتى تأكد تماما من وفاتها، ثم ذبح ابنته ليلي أولا والقاها بجانب والدتها،ودلف لغرفة نجليه النائمين تاركين له ملاذ الامان ولم يخطر بأذهانهما الخالية من مكائد الشيطان أن نهايتهما ستكون علي يد من استودعاه مفتاح الأمان،ليغرد الأبرياء الثلاثة بفوزهم بنعيم الله وفائض رحمته بعيدا عن شياطين الأرض.
كما أرشد المتهم عن مكان المشغولات الذهبية وحبل الستارة والسكين المستخدمان في تنفيذ الجريمة البشعة ،الذي أحكم اخفائهم بمنطقة الجزيرة جزيرة الوسطى بطريق “كفرالشيخ – المحلة.

مذابح أسرية متوالية وراءها أهداف انتقامية،مشادات كلامية وأسباب لاتنتهي،ليلجأ كل من ينغلق فكره عن حل المشكلات سلميا،وبحوار عقلاني الي سحب السكين،ونحر أسرته بثبات،دون ان ترتعش له يد،او يدمي له قلب،او تسيطر عليه رحمة او رأفة بملائكة البشر،مذابح تهز الأرجاء، وتدلف الخوف للقلوب،وتعدم الثقة في أقرب الأقرباء الذين سرعان مايتحولون كليا لإشباع انتقامهم،ومن ثم يبررون،و يبررون،للإفلات من العقاب،فإلي متي يظل القتل هو وسيلة الحل الأوحد للمشاكل الأسرية؟!..وإلي متي ستختفي المعاني السامية والمفاهيم الأسرية الراسخة من النفوس؟!.
جثة خلافات عائلية زوجة وثلاثة ابناء مذبحة اسرية مشغولات ذهبية 2019-01-02