الإمام “الطيب ” شيخ السماحة والسلام.. مالا تعرفة عن حياتة ونشأتة
في تحقيقات وحوارات
361 زيارة
تقرير: حنان خليفة
لم يكن الأزهر الشريف مجرد جامع وجامعة بل كان شمس جديدة تدور في فلكها رحلة العلم والثقافة والعقل، حاملة ضياءة إلى البلاد القاحلة وزراعة بذور المدارس والمعاهد والجامعات في الأقطار الجاهلة، كما كان حارسا لقيم الدين والدنيا بما ينجب من علماء الذين يمثلون استغنائهم وأخلاقهم وشجاعتهم أسمى خصائص القدوة الصالحة والأسوة الحسنة، هذا المحرر العظيم للضمير الإنساني ولإرادة البشر أفرادا وشعوبا لا ندرى ماذا سيكون حال الذين لم تطلع عليهم شمسة ولم يشرق عليهم أمسة.
وعندما بدأنا نقرأ تاريخه أدركنا كم نحن محظوظون حيث حملتنا الأقدار إلى محاربة، وحيث شرعنا للتعرف إلى شيوخه ذهبنا نتغنى بقول الشاعر أولئك آبائي فجئت بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع لم تكن هناك فضيلة من فضائل الحياة لم يتحلوا بها ولا خلق من أخلاق الرجال وأحرار القلوب إلا اتخذوه شعارا ودثار وكانوا له منارا هذه كانت كلمات المفكر الأسلامى الكبير “خالد محمد خالد” في حق الأزهر الشريف، وجدتني أعود إليها لأذكر نفسى والأمة بمكانة الأزهر الشريف وشيوخه الأكابر الأزهر الشريف سيظل وليدا للعلماء الأجلاء، ودعونا نتكلم بعبارات وجيزة عن عالم من علماء الأزهر هو الأمام الرائد فضيلة الدكتور “احمد الطيب” شيخ الأزهر.
الدكتور “أحمد محمد أحمد الطيب الحساني” ولد في “ستة” يناير عام” ١٩٤٦”م بقرية القرنة التابعة لمدينة الأقصر، ووالدة من أهل العلم والصلاح وينتمى لأسرة صوفية ثم تعلم في الأزهر الشريف فحفظ القرآن وقرأ المتون العلمية على الطريقة الازهرية الأصيلة، ثم ألتحق بشعبة العقيدة والفلسفة بكليه أصول الدين بالقاهرة حتى تخرج منها بتفوق عام “١٩٦٩م”.
أصبح معيدا بكليه أصول الدين في “٢٠” جمادى الأول عام “١٩٦٩” وعين بدرجه أستاذ بالكلية في “١٧” جمادى الأول عام “١٩٨٨”، وأنتدب عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بقنا عام “١٩٩٠”، وتم تكليفة عميدا لكليه أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان عام “٢٠٠٠”، وتم اختياره مفتيا لجمهورية مصر العربية من عام “٢٠٠٢ إلى ٢٠٠٣” ثم أصدر الرئيس محمد حسنى مبارك قرار بتعينه شيخا للجامع الأزهر خلفا للدكتور “محمد سيد طنطاوي” في “١٩” مارس “٢٠١٠”.
منح الملك “عبدالله الثاني” ملك المملكة الأردنية الهاشمية فضيلته وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، وكذلك شهادة العضوية في أكاديمية آل البيت الملكية للفكر الأسلامى وتسلم جائزة الشخصية الإسلامية التي حصلت عليها جامعة الأزهر من الشيخ “محمد بن راشد المكتوم” ولى عهد دبى، وتسلم أيضا الجائزة الدولية للقران الكريم «شخصية العام الإسلامية» عام “٢٠١٣” وأخيرا شخصية العام من دولي الكويت بمناسبة اختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية لعام”٢٠١٥”، وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة «مولانا ملك إبراهيم» الإسلامية بأندونيسيا عام “٢٠١٦”.
ألف فضيلة الدكتور الأمام “احمد الطيب” العديد من المؤلفات في العقيدة والفلسفة الإسلامية كما أن له عدد من الدراسات والأبحاث في هذا الجانب، بالإضافة إلى اللغة العربية الأم فأنه يتكلم بلغتين هما «الفرنسية والإنجليزية» بطلاقة، ومن مؤلفاته «الجانب النقدي في فلسفة أبى البركات البغدادي وتعليق على قسم الإلهيات من كتاب تهذيب الكلام للتفتازانى، ومباحث الوجود والماهية من كتاب المواقف.
تعين عضو بأمانة السياسات بالحزب الوطني حتى “١١” إبريل عام”٢٠١٠”وعندما عين شيخا للأزهر رفض في البداية الاستقالة من الحزب الوطني الديموقراطي بذريعة عدم وجود تعارض بين الأثنين، ولكنة أستقال من الحزب في النهاية وعن احتمال تعين الأزهر للنظام السياسي قال “الطيب “«إن مؤسسة الأزهر لا تحمل أجندة الحكومة على عاتقها لكن الأزهر لاينبغى أن يكون ضد الحكومة لأنه جزء من الدولة وليس مطلوب منة أن يعارك كل ما تقوم به الحكومة وعندما جئت شيخا للأزهر وافق الرئيس مبارك على استقالتي من عضوية المكتب السياسي للحزب الوطني ولكى يتحرر الأزهر من أي قيد، ويؤيد “الطيب” جعل منصب شيخ الأزهر بالانتخاب وليس بالتعين من قبل رئيس الجمهورية ،ثم عضو في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وعضو في مجمع البحوث الإسلامية ومجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وعضو بأكاديمية مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الأسلامى.
درس الدكتور “أحمد الطيب” في العديد من جامعات العالم الأسلامى منها جامعة قطر والأمارات وجامعة الأمام “محمد بن مسعود” بالرياض، والجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد بباكستان وشارك في العديد من المؤتمرات واللقاءات الإسلامية، منها الملتقى الدولي “١٩” من أجل السلام بفرنسا والمؤتمر الأسلامى الدولي حول حقيقة الأسلام ودورة في المجتمع المعاصر الذى نظمته مؤسسة آل البيت للفكر الأسلامى في المملكة الأردنية الهاشيمية، وقام بمهمة علمية إلى جامعة باريس لمده “ستة” أشهر وترأس الملتقى الأول والثاني والثالث للرابطة العالمية لخريجي الأزهر.
ويشير الطيب حرصة على عمل ساحة تفتح أبوابها للمصريين جميعا المسلمين والأقباط فضلا عن الأجانب زوار الأقصر والمقيمين فيها الذين تربطهم علاقات زواج وعمل ببعض أهل المحافظة، وساهمت الساحة في حقن دماء المسلمين من أهل الصعيد من خلال جلسات المصالحة، وسعت للحد من أنتشار الثأر ونشر المحبة والمودة بين عائلات وقبائل الصعيد وهى قبلة القاصدين والعارفين والمحبين ومحبى النبي صلوات الله عليه وآل بيته الكرام، وتستقبل الساحة ايضا طلاب الأزهر الشريف من قارات آسيا وأفريقيا وأروبا الذين يزرون الساحة لمعرفة المزيد عن الطرق الصوفية المنتشرة في صعيد مصر خصوصا الطريقة الخلوتية التي ينتجها أتباع ساحة الطيب.
ويبلغ فضيلة الدكتور “أحمد الطيب” من العمر “٧٦” عام، حيث لقب بإمام السلام وبادر “الطيب” في إبريل “٢٠١٢” برد كافة المبالغ المالية التي تقاضاها كراتب منذ تولية مسؤولية مشيخة الأزهر الشريف، كما طلب العمل بدون أجر دعما للاقتصاد المصري الذى يمر بأزمة ثورة “٢٥” يناير.
2022-12-29