علي ظهر (البراق)..تعرف علي كيف جاوز النبي”صلي الله عليه وسلم” السبع الطباق
في تحقيقات وحوارات
314 زيارة
تقرير/دنيا عادل
“سبْحان الّذي أَسْرَى بعبدِه لَيْلًا مِن المسجِدِ الحرامِ إلى المسجِدِ الحرامِ إلى المسجِدِ الأقصَى الذي باركْنَا حولَهُ لِنُرِيَهُ من آياتِنا إنّهُ هُوَ السّميعُ البصير”، فهذه الآية العظيمة التي بين فيها سبحانه وتعالي (الإسراء)، ففي المسجد الأقصي في القدس علي ظهر دابة تسمي (البراق)، بأمر من الله عزوجل ، وبرفقة سيدنا جبريل عليه السلام، فقط أسرى به إلى بيت المقدس ، ثم عرج به إلى السماء وجاوز السبع الطباق، وارتفع فوق السماء السابعه فأوحى الله اليه ما أوحى ، وفرض عليه الصلوات الخمس (الظهر ، العصر، المغرب ، العشاء، الفجر )، فقد فرضها الله “٥٠” فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه التخفيف حتى جعلها “خمسًا”، ونادي منادٍ”إني قد أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي”.
الإسراء والمعراج هي حادثه جرت ليلا سنه “٦٢١”م ، ما بين ما بين السنه الحاديه عشر إلى السنه الثانية عشر من البعثة النبويه ، ويعدها المسلمون من معجزات النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”، وهي من الأحداث البارزه في تاريخ الدعوه الإسلاميه ، حيث أن هاتان الرحلتان كانتا محطه مهمه في حياته “صلى الله عليه وسلم” وفي مسيرة دعوته في مكة، بعد ان قاسي ما قاس وعاني ما عانى من قريش، ثم قال: لعلي أجد أرضا أخصب من هذه الأرض عند ثقيف، أو عند أهل الطائف، فوجد منهم مالا تحمد عقباه، ردوه أسوء رد، سلطوا عليه عبيدهم وسفاؤهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتي اداموا قدمية، ومولاه زيد بن حارثه يدافع عنه ويحاول أن يتلقي عنه هذه الحجارة حتي شُج عدة شجاج في رأسه.
الإسراء هو الرحلة الأرضيه التي هيأها الله لرسوله”صلي الله عليه وسلم”من مكه إلي القدس، من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى ، رحله أرضيه ليليه، بينما المعراج رحله من الأرض إلى السماء ، من القدس الى السموات العلا الى سدرة المنتهى، وهي ليلة من أكثر الليالي التي يبحث عنها المسلمون في العشر الأواخر من شهر رجب المحرم، حيث انها توافق ليله “٢٧” من رجب، علي أن تبدء اليوم الجمعه الموافق “١٧” فبراير الجاري من بعد غروب الشمس، وحتى يوم السبت الموافق “١٨” فبراير بعد غروب الشمس، ولم يرد نص صريح في موعد تلك الليله أيام خاتم المرسلين، بال أجمع العلماء على أنها كانت في ليله “٢٧” من رجب.
كان الإسراء والمعراج تهيئه وتهنئه وتسليه لرسول الله “صلى الله عليه وسلم” عما أصابه من قومه في مكه وفي الطائف ، وكان كذلك لشيء مهم جديد في حياة المسلمين وله آثر في حياتهم المستقبلية، فهي معراج لكل مسلم ، فإذا كان النبي “صلى الله عليه وسلم” قد عرج به إلى السماوات العلا، فلدي كل مسلم معراج روحي يستطيع أن يرتقي به بواسطة الصلاة، والتي يقول فيها الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي” قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين ولعبدي ماسأل، فإذا قال عبدي الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي، فإذا قال الرحمن الرحيم قال تعالى أثنى علي عبدي، فإذا قال مالك يوم الدين قال الله تعالى مجدني عبدي، فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال الله تعالى هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال إهدنا الصراط المستقيم إلى آخر الفاتحه قال الله تعالي هذا لعبدي ولعبدي ما قال”.
وليلة الإسراء والمعراج فضل كبير ، فهي الليله التي أسرى برسول “الله صلى الله عليه وسلم” فيها ، ثم اصطفاه الله للعروج بالسماوات العلي فيها، فضلا على نص القرآن الكريم على وقوع الإسراء نصًا صريحًا، وعلى المعراج بالتأويل، ويمكن للمسلم فعل الكثير من الأفعال من الأعمال الصالحة في تلك الليله إبتغاء القرب من الله سبحانه وتعالى والتي منها (الصيام ، قراءه القرآن، إطعام المساكين، إخراج الصدقات، ذكر الله والاستغفار ، المساعده لسد حوائج الناس).
ومن هذا المنطلق، فقد أوضحت دار الافتاء المصريه أنه لا مانع شرعا من الصيام ليله الإسراء والمعراج، وورد عن الرسول “صلى الله عليه وسلم”أنه قال”من صام في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا”، ويستحب صيام ليله الإسراء والمعراج، وذلك وفق لما ورد في نصوص الفقهاء، لأن لما له من فضل عظيم ، وحدثت فيه أحداث كبرى في تاريخ الأمة الإسلامية، ومن الأيام الفاضله التي يستحب كثره العبادة فيها.
2023-02-17