أول عارضة أزياء لقصر القامة.. “نسمة يحيى” متألقة على الحمراء
في تحقيقات وحوارات
427 زيارة
أول عارضة أزياء لقصر القامة:« بالعزيمة والأرادة نستطيع أن نحقق المستحيل ونتخطى كافةالصعوبات»
كتبت: حنان خليفه
الإحباط فقط هو من يعيق الوصول أما الإعاقة فهى حجة لمن لايريد أن يصل ، فهذه الايام لا تروق إلا للمحاربين أصحاب الطموح والإصرار فإن لم تكن ذو إراده فلا اسف عليك، ولا نجد أكثر من (ذوي الهمم) الذين يعانون أكثر من غيرهم من التنمر والإحباط ، فهم أفراد يعانون من قصور ولا يستطيعون القيام بمهامهم مقارنة بالآخرين الذين هم فى نفس السن والبيئه الإجتماعية، هم الذين يموتون مئات المرات بل الآف المرات فى اليوم بسبب ما يواجهونه فى حياتهم اليومية من تنمر وشفقه وغيرها.
نموذج عظيم يحتذى بيه وفخر لكل إمرأه وهى «نسمه يحيى»، صاحبة ال “٢٣” عام أبنه مدينة منيه النصر بمحافظه الدقهلية وهى طالبه بكليه التربية النوعية قسم الإعلام، وتعد أول عارضة ومصممه أزياء عن قصر القامه فى مصر ترعرعت فى دوله السعوديه الشقيقه حتى عمر السابعه، ثم عادت إلى مصر للدراسة وكانت الأولى على دفعتها فى السنتين الأولى والثانية، وشاركت فى التمثيل على مسرح الجامعة غير منصتة بمن يتنمر عليها وعلى طولها الذى يصل إلى “١٠٥” سم وكانت هذه المسرحية بعنوان (ما ذنبى أنا) كانت البطله فيها والكاتبه والمخرجه عرضت فيها المواقف اليومية، والواقع التى تعيشه هى وأمثالها كمشاهد تمثيليه مما أبكى الحضور وحازت المسرحية على المرتبة الأولى فى مسابقه الجامعة الفنية.
كانت طفولتها هادئه جدا تحب اللعب مع أشقائها وأبناء الجيران، ولكن كان من المحزن أن الأطفال كان يرمونها بالطوب فى الشارع، ونظرات الأستغراب تبدو فى وجه كل من يراها، حيث كان من المواقف التى مرت بها أن أمّاً كانت تلفت نظر طفلها برؤيتها وكأنها أعجوبه، وكانت تركض إلى والدتها لتطرق عليها السؤال لماذا حين أحضر يترك الجميع كل ما بأيديهم، ويلتفتون إلي وكان هذا الأمر يزعجها مما أدى إلى بقائها فى المنزل وكانت لا تود الخروج ولا رؤيه الناس أبداً.
وخرجت فى يوم لتحضر دروسها بينما الكل منهك فى الحديث عن الدرس الذى سيشرحه المعلم بعد قليل، والذى يجمع طلاب من الثانوية العامه بمجرد دخول “نسمه” من باب القاعه وإذا بفتاه تصرخ بعلو الصوت وتقفز من مكانها متأهبه وكأنها تعرضت لدغة حيوان مفترس، والكل فى حالة ذهول تام مما حصل أقتربت “نسمه” ببطء بعد أن سكنت قليلا قائلة (هو فى حاجه حصلت) فأجابت الفتاة(لا أصلى أنا أتخضيت لما شوفتك) وجلست كل منها فى مكانها، ولكنهاظلت حابسه دموعها ألتى تأبى السقوط حتى لايراها أحد فى موضع ضعيف وكأن صوتها أصابته بحة لا تشفى، ومنذ تلك اللحظة وهى تعيش مع جرح لا يزول بمرور الوقت بل يتفاقم لاتنساة.
لم تواجه” نسمه “داخل أسوار المدرسة أي تنمر ويرجع ذلك إلى عمل والدتها فى المدرسه التى تدرس بها، حيث كانت توصى المدرسين عليها دوما ، وعن رحلة بحثها عن الملابس التى تناسب حجمها الصغير كانت عندما تقف فى محل لبيع ملابس الكبار تنظر يمنة ويسرة، وإذا بالبائع يفاجئها قائلا« مستحيل تلاقى حاجة مقاسك هنا وفرى على نفسك الوقفه» فتشعر بالأحباط وقله الحيله تكمل مع كل مرة يتكرر فيها هذا الموقف، هذا ما جعلها تشعر بضرورة إيجاد الحل وبالفعل وجدتة وبدأت بأستغلال موهبتها فى الرسم والتصميم لتصميم ملابسها بنفسها وإرسالها للخياط.
ومن هنا بدأت مرحلة الإنطلاق لتحقيق هدفها ونفذت مشروع تصميم الأزياء لقصار القامه فى” ٢٥”سبتمبر “٢٠٢٠”، وأطلقت عليه أسم «breeZe» وهو معنى أسمها باللغه الإنجليزية، ولم تعتمد على موهبتها فقط بل إلتحقت بعدة دورات أون لاين وبدأت بعدها بأستقبال الطلبات من قصار القامه، فتأخذ مقاساتهم وترسم التصميم بشكل يليق بصاحبته، وتختار بنفسها اللون ونوع القماش وترسله للتنفيذ وبعد ذلك ترسلة لصاحبه عبر شركة شحن.
“نسمه” التى لم تحب التصوير أبدا حيث كانت تهاب أن تعرض صورها على (السوشيال ميديا) شكل كامل خوفا من رد فعل الناس، ولكنها قررت أن تكسر حاجز خوفها وتنشر أول جلسة تصوير لها فى عام “٢٠١٨” فى البحر لتثير بعد أقل من” ٢٤”ساعة ضجة كبيرة فى الأوساط المصريه، ثم قررت أن تقبل عرض مصور مصري بتصوريها فى جلسة تصوير خاصة وهى ترتدى فستان كلاسيكي وهى تحمل مظلة بيضاء صغيرة وكان شعار الجلسة «حب نفسك تتحب»، كما نفذت أيضا جلسة إطلاله مستوحاه من فساتين الستينيات بألوان مبهجه.
تطمح “نسمه” بأن تصبح مذيعه لها برنامج خاص لتساند بدورها كل ذوى الهمم، وأن تصدر كتابها الأول الذى عكفت على كتابته مؤخرا ليكون حلمها لكل من يقرؤه إضافه إلى تطوير(براند ” نسمه”) ليكبر أكثر ويصبح مرجعا أساسيا لقصار القامه، كل هذا بدعم من عائلتها التى لم تتوان لحظه عن أنتظار كل نجاح لها ويفتخرون بكل ما تحققه من إنجاز، مؤكده أن أسرتها كانت من أشد الداعمين لها فى كل خطواتها بفضلهم أستطاعت أن تكون طالبه جامعيه وعارضه أزياء مصريه ومصممه ملابس لأول «براند» خاص بقصار القامه فى مصر، رغم أن هذا المشروع كان يشكل عائقا ماديا كبير.
وذات يوم تلقت مكالمة من الرئيس “عبدالفتاح السيسى” ليشيد بها، مشيرة إنها فوجئت بإتصال من مكتب رئاسه الجمهورية ليعلمها أن الرئيس يريد تكريمها على الإنجازات التى حققتها خلال الفتره الأخيره وأن الرئيس سيتحدث إليها بعد دقيقه،مضيفه أعتقدت فى البدايه أنها دعابه إلا إنها إنتظرت دقيقه ثم سمعت خلالها السلام الجمهورى فوجئت بالرئيس يتحدث إليها عبر التليفون، ويشكرها على الإنجازات التى حققتها خلال الفتره الماضيه كما أخبرها أنه يتابعها بأستمرار وفخور بها وبما تقدمه وأنها كانت سعيده جدا بكلام الرئيس، و أن مكالمه الرئيس جعلتها تعيد التفكير فى إموره كثيره كما دفعتها للتفكير فى تحقيق مزيد من الإنجازات.
وتحقق حلمها التى تسعى إليه فأصبحت أول عارضة أزياء من قصار القامه، وتم إختيارها من ضمن “٥٠” سيده ملهمة على مستوى الوطن العربى عن طريق مجله (روز اليوسف)، وهذا الأختيار أسعدها جداً وتعتبره من أفضل ما حصل لها عام “٢٠٢٠”م ووقفت «المديل»” نسمه ” لأول مره فى تاريخ مهرجان القاهرة السينمائى الدولى على الحمراء بالمهرحان فى دورتة ال “٤٢” بالحفل الختامى، حيث كانت عبرت عن رغبتها فى الحضور وكتبت عبر صفحتها على «الفيس بوك» يوما ما سأطل على الريدكاربت «بطلة فستان تبهركم» فوصلتها دعوة من إدارة المهرجان لحضور الحفل.
ووجهت رساله إلى أصحاب الهمم قائله «مفيش حاجه إسمها يأس أو مستحيل، وأن أي شخص عاوز يحقق حاجة وبيحاول يسعى علشانها سيحققها، ومهما كان فيها صعوبات إحنا نقدر نكسر تلك الصعوبات ونتخطاه، وأن تكون قصير القامه لا يعنى ذلك أن نستسلم لنظرات الهمز واللمز فى مجتمع لا يكف عن التنمر».
2023-03-01