الأفلام المبتذلة إلى أين؟!
في تحقيقات وحوارات
237 زيارة
غزو الأفلام الهابطة للسينما المصرية.. ضعف الأفكار أم ضمان المكسب؟
تحقيق: حنان خليفه
تميزت سينما السبعينيات بأنها شكلت الموجة الأكثر هبوطا فى تاريخ السينما المصرية، حيث لم يعد الإنتاج السينيمائى مجرد استثمار لأموال تم الحصول عليها عن طريق التجارة فى السوق السوداء، والتى باعوا من قاموا بها القوت الضروري للشعب المصري لمعسكرات الأحتلال البريطاني، على خط التنمية كما كان يحدث فى الثلاثينيات والأربعينيات، ليس كل من يجذب الناس ناجحا!.
أن الأفلام الهابطة تدخل البيوت دون استئذان من خلال شبكات الفضائيات، ويشاهدها الأطفال الذين يحاولون التقليد الأعمي تتداول شبكات التواصل الإجتماعي إحتجاجها على أفلام البلطجه والإباحية والإنحطاط الأخلاقي، ولم يعد غريبا أن نجد طفلة ترقص بالسنج والسكاكين أوطفلا يتباهى بأنه طعن زميله بسنجه أو مطواه أويتعاطى المخدرات على غرار ما يراه فى السينما العادية.
يعرف الفيلم السينيمائى بأنه عباره عن سلسلة من الصور المتوالية الثابتة عن موضوع أو مشكلة، أو ظاهره معينه مطبوعه على شريط ملفوف على بكره تتراوح مدة عرضه عادة “١٠” دقائق إلى ساعتين حسب موضوع الظروف التي تحيط به، والأفلام المصريه تعد وسيلة هامه من وسائل التواصل التي يمكن استخدامها لتوضيح وتفسير التفاعلات والعلاقات المتغيره فى مجالات كثيره، وتستخدم لأغراض عديده من مجالات الإسترشاديه والتعليميه والصناعيه والزراعيه وغيرها.
شهد المجتمع المصري الآونه الأخيرة سلسلة من الأفلام الهابطه والتي يصفها البعض ب “الخفيفه” والتي ساد الجنس والعري أغلبها، وكان أشهر هذه الأفلام على الأطلاق «سيدة الأقمار السوداء» من إنتاج عام “١٩٧١” م وإخراج “سمير خوري” ، وكانت بطلته “ناهد يسري” التي تخلت عن ملابسها الداخلية وهو نفسه مخرج «ذئاب لا تأكل اللحم» من إنتاج “١٩٧٣” م، والتى صدمت بطلته “ناهد الشريف” الكثير من جمهورها لظهورها عاريه الصدر.
لا نمل ولا نكن حول الحديث فى هذه القضية ولم تكن تلك القضية الأولى من نوعها، ومنها الفيلم المشهور إعلاميا «القبض على بعض القطط السمان لحماية أسيادهم الأعيان» وقد دارت أحداث هذا الفيلم حول الأشخاص الذين تم القبض عليهم فى الشهور الأخيره من كبار موظفي الدوله لأتهامهم بالفساد والرشوه والربح من عرق الغلابه، وتحويل أرصدتهم الضخمه إلى بلاد الفرنجه وعاشوا فى الأرض نهبا وسلبا، وتصور المتفرجون فى بادئ الأمر أن عداله السماء نزلت فجأه على ارض الكنانه، وتوزعت على بعض الرسل الأطهار الذين أخذوا على عاتقهم النشر بين الناس.
حيث رصدت عدسة جريدة الدولة الآن أراء بعض المواطنين حول هذه الظاهرة، و ذكر الأستاذ “محمد السيد” بأن الأفلام التى أنتشرت فى الآونه الأخيره كانت تعكس الصراع الطبقي من المجتمع الخارج من الأحلام ومجتمع آخر يسعي الرئيس إلى بنائه، ليدمج مع القرب فى مواجهه الأصوليه والتيارات المتطرفه النابعه من فكر الأخوان الذين حاولوا زعزعه عهده طويلا،مضيفة “هاجر ناصر” بأن أفلام الفنان “أحمد السبكي” بنشر البلطجه والعنف والدم والتى يرى عدد كبير من الجمهور، أنها وراء نشر البلطجه والعنف بين الأطفال الشباب المراهق الصغير.
وأوضحت “منال حمدي” بأن عرض هذا النوع من الأفلام مشين وخادش للحياء العام الأ يعلم هولاء أن المخدرات ممنوعه قانونيا تجذب بعض الناس وأن الدعاره تجذب المراهقين والباحثين على الرذيله، وأن أي عاريه فى الشارع تلفت الأنظار حتى لو كانت قبيحه، والأبداع عند هولاء هو كسب المال والشهره والأضواء وجذب الجمهور بأي وسيلة.
من هذا المنطلق نشير إلى أنه يجب مواجهة هذه الظاهره من خلال القائمين على التلفزيون والفضائيات أن يتخذوا موقفا موحدا لمنع عرض الأفلام الهابطه التى تحرض الفوضى والجريمه والأنحلال الأخلاقي، وينبغي أن تقف نقابة الممثلين متفرجه لا تقدم ولا تؤخر، وتستخدم الأسلوب السليم لحسابات خاصه وللأسف الشديد بعض الفنانات والفنانين يدافعون عن هذه النوعيه من الأفلام بدعوي أن تجذب الجمهور وتحقق أرباحا.
من جانبه يجب علينا جميعا وعلى الدوله أن تبذل الرقابه جهود جاده ومستمره من قبل الرقابه على هذه الأعداد الهائله من الأفلام التي توجد فى الساحه، وأن توجد رقابه على جهاز التلفاز تتحكم فى الماده المعروضه سواء كانت تمثيليات أو مسرحيات أم كانت ماده أخري، ويتم عقد مقارنه بين بعض وسائل الأعلام وتفاوت خطرها ثم عدد أخطارها الشخصيه والإجتماعيه والماديه والخلقيه، والصحيه بوضوح وأستخدام وسائل لمحاربتها منها التوعيه والزجر القانوني وإيجاد الدليل.
2023-08-10