السير “مجدي يعقوب”.. ملك القلوب
في تحقيقات وحوارات
242 زيارة
تقرير: حنان خليفة
«إن الطب مهنة كل حر رأى أن يبذل الجهد إجتهادا»، والطب له تاريخ عريق ينحني الجميع إحتراما له وللأطباء الأوائل الذين كان لهم الفضل الأكبر في إكتشاف الأمراض، ومداوة المرضى رغم أن أدواتهم في هذا الوقت كانت بدائية جداً، فما أعظم هذه المهنه وما أعظم جنودها الأطباء الشجعان، وما أقدس هدفها النبيل.
وهي مهنه مليئه بالصبر والتعب لأنها مسيرة من العلم الذي يبدأ منذ اليوم الأول لألتحاق الطبيب بكليه الطب، إذ يحتاج الراغب في مزاولة هذه المهنه إلي المرور بمراحل عده، فتبدأ مسيره الجد والإجتهاد والدراسه المتواصله كي لايفوت سطرا واحدا، لأنه يعلم في قرار نفسه أن هذا السطر قد يكون يوما هو السر في إنقاذ روح.
الدكتور” مجدي حبيب يعقوب ” هو بروفيسور مصري وجراح قلب بارز، ولد “١٦” نوفمبر عام “١٩٣٥” م بمدينة بلبيس التابعة لمحافظة الشرقيه، وينتمي لعائله قبطيه أرثوذكسية”، وتنحدر أصولها إلي المانيا، ودرس الطب في جامعة القاهرة.
كان يطمح السير بأن يصبح جراحا للقلب، ولقد تعززت هذه الرغبه لديه عندما ماتت عمته، التي كانت في بداية العشرينات من العمر فقط أثناء ولادتها لطفلها، بسبب مشكلة قلبيه بسيطه لديها، الحدث الذي كان يؤدي إلي إنهيار والدة نفسيا حسب قوله.
تخرج البروفيسور من كلية الطب في جامعة القاهرة عام “١٩٥٧” م، وفي عام “١٩٦٤” م غادر “يعقوب” مصر وبدأ حياته المهنيه في أفضل وأحدث المستشفيات في بريطانيا، كما عمل في مجال التدريس بجامعة شيكاغو في الولايات المتحدة في بداية حياته المهنيه، لكنه ظل في بريطانيا معظم الوقت ويصفها بأنها وطنه الثاني بعد مصر.
كما ترأس “يعقوب” برنامج زراعة القلب في مستشفي هارفيلد في لندن، وقام هو وفريقه ب “الآف” العمليات الجراحيه، فيما وصل إجمالي عدد عمليات ذرع القلب التي قام بها في حياته نحو “ألفي” عملية، مما جعل مستشفى هارفيلد المركز الرئيسى لزراعه الأعضاء في الولايات المتحدة.
ثم تم تعينه أستاذا في المعهد الوطني للقلب والرئه في جامعة إمبريال كوليدج العريقه في لندن، وأنه أحد أفضل أطباء القلب في العالم، وطور الدكتور “مجدي يعقوب” تقنيات جديدة ورائده في مجال جراحه القلب، لدي المرضي الذين يعانون من مشاكل قلبيه عند الولاده، ومن بينها إجراء عمليات معقده لتبديل الأوعيه القلبيه للأطفال المولودين بعيب خلقي في القلب.
حيث منحته ملكة بريطانيا لقب سير عام “١٩٩١” م لقاء إنجازاته في مجال الطب، كما أنه زميل مدى الحياة في أكاديمية العلوم الطبية منذ عام “١٩٩٨” م، وزميل الجمعيه الملكية منذ “١٩٩٩” م، ومنحته وزير الصحة البريطانيه عام “١٩٩٩” م جائزه الأداء المميز لقاء مساهمته في مجال الطب.
ويبلغ البروفيسور “مجدي حبيب يعقوب” من العمر “٨٨” عام، ويعتبر من بين أكثر المصريين شهرة في مصر وخارجها، وهو من رواد عمليات زىاعة القلب على المستوي العالمي، وأحد أبرز الجراحين في بريطانيا ويلقب بملك القلوب إلي جانب حمله لقب سير منذ نحو “ثلاثه” عقود.
2023-08-10