porno.com
الرئيسية » تحقيقات وحوارات » هل سيظل سينمو إن اقتطف الورد قبل أوانه. .؟

هل سيظل سينمو إن اقتطف الورد قبل أوانه. .؟

#الدولة_الآن

 

تحقيق: حبيبة عبدالسلام

من الأمور البديهية والتي لا نقاش فيها أنه من حق كل طفل وطفلة العيش في حضن آبائهم وأمهاتهم دون خوف ورهبة مما هو قادم، من حقهم السعادة التي لا تستحق قلوبهم سواها.

ولكن هناك من يتعمدون سلب هؤلاء الأطفال تلك الحقوق البسيطة، هناك من يحرمونهم من أبسط حقوقهم وهو عيش طفولتهم بأمان، فيعرفونهم باكراً على قسوة العيش والمشقة والمسؤوليات التي لا حمل لهم بها، يمارسون عليهم أسوأ أنواع الاستغلال وسوء المعاملة، فمنهم من يأخذ الطفل من يديه الصغيرتين ويقحمه في الأعمال الشاقة وفي الورش، ومنهم من يستغلون براءة الأطفال للتسول وجني الأموال دون حتى التفكير في تأثير هذه الأفعال على نفوس تلك الأطفال البريئة.

هل فكرت يوماً في إمكانية أن تصبح الطفلة أماً لطفل؟!
أو حتى أن تصبح زوجة تقع مسؤولية بيت بأكمله على عاتقها؟!
بالطبع ستكون الإجابة أن ذلك الشئ بعيداً كل البعد عن العقل والضمير، ولكن الحقيقة المرة أن هذا يحدث في مجتمعنا على أرض الواقع كل يوم، في مجتمعات خالية من الإنسانية ويملؤها الجهل والفقر، لاسيما أنه إذا اجتمع الجهل والفقر في مجتمع واحد فإنه يحدث فيه ما لا يحمد من جرائم وأفعال شنيعة، يقع ضحيتها هذه الملائكة الصغار الذين لا ذنب لهم سوى أنهم جاءوا إلى هذه الدنيا.

يعد الإتجار بالأطفال من أبشع الجرائم التي يمكن أن ترتكب، لذا فقد كانت أعين جريدة الدولة الآن مع الأهالي في بعض المناطق التي يسودها الجهل حتى أظلمها في محاولة لحل هذه المشكلة، فقد أدلت سيدة من حي (الشرابية) تدعى “سوسن محفوظ” بتصريح يفيد بأن لها جيران يعتبرون إنجاب الإناث تجارة رايحة جداً، حيث أنهم يربون الفتاة حتى سن بلوغها ثم يبيعونها لأعلى سعر يقدم لهم من العرسان المتقدمين دون حتى التفكير بمآل هذه الطفلة الصغيرة، وماذا قد يحدث لها بعد أن بيعت من قِبَل أهلها.

أكملت “محفوظ” تصريحها قائلة “تلك العائلة أنجبت “خمسة” من البنات وكلهن قد تم بيعهم بنفس الطريقة، وأكبر هذه البنات قد ماتت أثناء ولادتها لطفلها الثاني، دون أن يذرف أهلها على وفاتها دمعة واحدة”.

إن كنتم قد شاهدت فيلم (عودي يا بلية) من قبل وتابعتم شخصية (الكتعة) فإنه لن يخطر ببالكم أبداً أن مثل هذه الشخصية قد يكون موجوداً على أرض الواقع، ولكن الواقع يستمر بمفاجأتنا على الدوام بما لا يخطر على بال، فقد صرح الأستاذ “أسامة شلبي” الذي يعمل كمدرس دراسات اجتماعية بإحدى المدارس بحي (الشرابية)، بأن هناك تنظيماً سرياً بالمنطقة يعمل على أخذ أطفال الشوارع وتدريبهم على التسول ويمكن السرقة أيضاً في أبشع الظروف، ليكوّنوا مجتمعاً من الأطفال يجيدون الوقوف في الإشارات واستهداف الناس ببراعة، ويتم تدريبهم أيضاً على مهارات أخرى مثل خفة اليد والجري بأقصى سرعة عندما يتم كشفهم، ومواجهة الحياة وحدهم بلا ولي ولا رقيب.

قضية الإتجار بالأطفال ليست جديدة أبداً بل هي موجودة بوجود الفقر والجوع، وتسعى جميع النفوس القويمة للتخلص منها بل وتجاربها بأقصى جهد لها، لأنه من غير الصائب بل من الظلم أن يعيش هؤلاء الأطفال أهوال لا طاقة لهم بها، كما أنه لا يد لهم في اختيار البيئة التي سيولدون فيها، ولا ذنب لهم في جهل مجتمعهم وسعيه للربح السريع حتى ولو على حساب هؤلاء الصغار وطفولتهم، ولكن مما هو مسلم به أن هذه الظاهرة ستظل موجودة لطالما هناك قلوب جشعة لا تعرف الرحمة ولا تفكر سوى بمصلحتها بمنتهى الأنانية، فمن تسول له نفسه بانتزاع هؤلاء الأطفال من أبسط حقوقهم فهو إنسان خسيس لا قلب له ولا ضمير.

من واجبنا جميعاً التصدي لهذه الظاهرة بكل ما أوتينا من قوة، فسوف نحاسب جميعاً وسوف يكون الحساب عسيراً عندما يكبر هؤلاء الأطفال ويدركوا أنه قد تم تركهم للزمن كي يجعلهم ضحية النفوس خسيسة، ولربما أيضاً أن يكون مجتمعنا ملئ بأشخاص قساة إثر سلبهم طفولتهم منهم في سن صغير، وحينها سوف نندم جميعاً.

تسعى الدولة للتخلص من هذه الظاهرة سريعاً حيث أطلقت خطة وطنية لمكافحة عمالة الأطفال تستهدف القضاء عليها بحلول عام “٢٠٢٥”، وتضع ترسانة قوانين لمواجهة الظاهرة، وهوما أكد عليه دستور”٢٠١٤” ورؤية مصر”٢٠٣٠”، كما أن الدولة قد أطلقت الخط الساخن “١٩٥٣٨” للإبلاغ عن أي شكاوى أو جرائم لاستغلال الأطفال وعمالتهم تحت السن القانوني .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صراع من أجل الضوء .. كيف تشعل أزمة الطاقة نار الأزمات الاقتصادية؟!

#الدولة_الآنتحقيق: سلمى يوسف يشهد العالم تدهورًا مستمرًا في أزمة الطاقة منذ عدة سنوات، وتتصاعد المخاوف ...

youporn