من زوجة تتعرض للتعنيف والإهانة إلى سيدة تدير مشروعها الخاص.. من حي الأسمرات تابعت جريدة (الدولة الآن) مسيرة السيدة “هند محمود”

         تقرير: حبيبة عبدالسلام

غالباً ما يكون الطلاق نهاية لاستقرار الأسرة وزعزة لأمان الأطفال وتيههم بين والديهم، لاسيما وإن كان الأب قاسي القلب لا يحنو على أولاده ولا يفكر في مصلحتهم ويرمي الحمل على الأم.

ولكن أحياناً قد يكون الطلاق باباً جديداً لحياة كريمة، وفرصة لا تفوت للأم التي أصبحت تشكل أمان أطفالها الوحيد، وهذا ما حدث بالضبط مع السيدة “هند محمود” التي نستطيع القول بأنها أم عظيمة قلما يجود الزمان بمثلها.

بعدما تطلقت السيدة “هند” قام زوجها بطردها وأطفالها من منزله في حي رمسيس، وقامت بنقل مسكنها إلى حي الأسمرات بالمقطم، لتبدأ رحلتها في السعي على مصلحة أطفالها الصغار الذين عمر أكبرهم “13” عام.

بعد طلاق السيدة “هند محمود” بعامٍ واحد افتتحت مشروعها الخاص والذي تعمل فيه بصنع الأشغال اليدوية بالخرز والكريستال، وشاركت في عدة معارض تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، وهناك من يساعدوها وأولادها الثلاثة بمساعدات مادية بجانب عملها حتى تستطيع العيش هي وأولادها وأمها اللي تقيم معها بالأسمرات.

تمكنت السيدة “هند” أن تؤمن لنفسها ولأولادها مصدر دخل يمكنهم من عيش حياة كريمة، ولكنها كانت بحاجة للمساعدة والإرشاد في بداية الأمر فقد صرحت السيدة “هند محمود” لجريدة (الدولة الآن)، أنه بفضل الله تعالى ثم بفضل المجلس القومي للمرأة وخصت الأستاذة ” منة العربي” بالذكر، أنها ما كانت لتتمكن أبداً من الوصول لما هي فيه الآن، فقد استطاعت بفضل المجلس وبفضل الأستاذة “منى العربي” من إتقان الأشغال اليدوية والمشاركة في المعارض المختلفة، وصولاً إلى تكريمها من قبل سيادة المحافظ خلال تواجده في حي الأسمرات.

لقد جعلتنا السيدة “هند محمود” نؤمن أنه ما من نهاية للأمل، وأنه ليس بالضرورة أن يكون الطلاق نهاية لاستقرار الأسرة، بل إنه قد يكون بداية، بدايةً لإنشاء أطفال أسوياء يؤمنون بدور المرأة في المجتمع، ويسعون لبذل كل ما بوسعهم حتى لا يخذلوا من ضحت لأجلهم وصبرت حتى تراهم في أسعد حال.