حرب السادس من أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان أو حرب تشرين التحريرية، أو حرب يوم الغفران، كلها أسماء لانتصارات عظيمة خلدها التاريخ، ومازالت تتحاكى بها إسرائيل كنقطة سوداء في تاريخها، وهي خامس الحروب العربية الإسرائيلية.
ففي يوم السبت الساعة الثانية ظهر السادس من أكتوبر” 1973″ ميلاديًا الموافق “10” رمضان” 1393 “هجريًا، شنت مصر الضربة الاستباقية الأولى بالتعاون مع سوريا على فلسطين، لتحتدم المعركة لصالح العرب لاستعادة الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل عام” 1969 “وهي شبه جزيرة سيناء من مصر وهضبة الجولان من سوريا.
كما خططت مصر وسوريا لشن هجومين مفاجئين ومتزامنين على قوات إسرائيل القابعة في الأراضي المحتلة، فكانت ضربة مصر موجهة إلى جبهة سيناء المحتلة، فيما استهدفت سوريا جبهة هضبة الجولان المحتلة، مما شل جهود إسرائيل في الدفاع.
استمرت الحرب” 18 يومًا” كانت الأيام الأولى الأكثر إنجازًا، حيث حطمت القوات المصري خط برليف، وعبرت قناة السويس بنجاح وتوغلت “20” كم شرقًا داخل سيناء، فيما وضعت القوات السورية قبضتها على جزء من هضبة الجولان وصولًا إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا.
ولكن في الأيام الأخيرة استفاقت إسرائيل وبدأت تشد ساعديها وحققت بعض أهدافها، ومنها فتح ثغرة الدفرسوار والعبور إلى الضفة الغربية لقناة السويس وضربت الحصار على الجيش الثالث الميداني ومدينة السويس، إلا أنه فشل في احتلال الإسماعيلية والسويس أو تدمير الجيش الثالث الميداني، كما فشلت في إجبار القوات المصرية على التقهقر مرة أخرى إلى الضفة الغربية.
ومع تقدم العرب على إسرائيل رغم الدعم الغربي، سلكت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سبل دعم لحلفائهما، فزودت الولايات المتحدة إسرائيل بجسر جوي نقل “27895 “طنًا من المعونة، وأرسل الاتحاد السوفيتي أيضًا إمدادات جوية إلى مصر وسوريا بلغت”15ألف ” طن، و” 63 ألف “طنًا من الأسلحة بحريًا وصلت قبل وقف إطلاق النار ونقل أكثرها إلى سوريا.
في نهاية يوم “24 “أكتوبر سرى اتفاق لوقف نهائي للقتال بين الأطراف المتقاتلة، سعت إليه الولايات المتحدة ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ على الجبهة المصرية فعليًّا حتى “28 “أكتوبر، حيث استعادت مصر جزء كبير من سيناء، وعادت إليها الأجزاء المحتلة الأخرى” 1982″ بعد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في” 26 “مارس” 1979″، ما عدا طابا التي تم تحريرها عن طريق التحكيم الدولي في “1989”.
ومن جانبه أقيمت أمس ندوة تثقيفية بمناسبة الذكرى ال” 50″ لنصر أكتوبر، كما تحدث الرئيس “عبدالفتاح السيسي” رئيس الجمهورية عن تفاصيل الحرب قائلا «بمفردات القوة الموجودة التي كانت لصالح إسرائيل، تمكن الجيش المصري بالفكر والتخطيط والعزيمة أن يحقق النصر، وعندما نقول اليوم إنه كان هناك جسر جوى ضخم نحن لانستدعي حالة بل نحكي كيف نفهم الحكاية».