لنوقف دائرة الأذى المتصلة عند ذاك الطفل
في أخبار الحوداث
278 زيارة
تحقيق: حنين صالح
العديد من الأطفال لا يرون ملجأ لهم سوى العنف والتصرف بى عدوانية ، فلما وصل بهم الحال إلى هنا وكيف تحولت براءة الطفولة إلى هذا العدوان ؟
الطفل العدواني هو الذي يسبب الأذى لنفسه وللغير بأشكال مختلفة ، منها ما هو لفظى مثل إلحاق الأذى بالآخرين عن طريق نعتهم بأمور سيئة أو السخرية منهم، و جسدى عن طريق أذيتهم عبر طرق مادية مثل الضرب أو استخدام أدوات يكون الغرض منها إيذاء الغير ، و إشارى كاحتقار الناس بالنظرات المستحقره لهم وإهانتهم.
كما أن هنالك العديد من الحوادث على على عدوانية الأطفال ، يأتى في أولها طفلاً عندما حل الليل وغفى والديه ، أتى بالعديد من الأوراق واشعل فيهم النار والقاهم في غرفة والديه ، حتى استيقظوا على رائحة الحريق الذى أحرق كل شىء حولهم وكاد يلتهمهم نايما ، وذلك نتيجة عدم الرعاية الصحيحة من الوالدين لطفلهم ، وتركه أمام التلفاز دون رقابة على ما يشاهده ، فربما كان يرى مشاهد عنف أوصلت به الحال إلى هنا
ثانياً طفل كان يمارس العدوان اللفظي ، فكان دائم التنمر على زملائه ويسخر من عيوبهم التي يراها سواء كان (طول ، قصر ، نحافة ، بدانة …..) ، وكان ذلك بسبب أنه يقلد ما يراه فقد أنشأ على تنمر والديه الدائم عليه مما كان يشعره بالنقص الدائم، فأصبح متمثلاً ذلك في تنمره على زملائه.
ثالثاً طفل شديد العدوانية لدرجة إرتكابه لجريمة ، عندما كان في شجار حاد مع زميل له بمفردهم في الشارع ، في خلال ضربهم لبعض ذهب بحثاً عن حجر وأخذه وضرب به الفتى ضربات متتالية بشدة في رأسه حتى سالت الدماء منه ، مما تسبب بغيبوبة للفتى المصاب بجانب العديد من المشاكل الصحية ، ويرجع ذلك إلى إهمال الأسرة الشديد وتركه بكثرة في الشارع.
وهنالك مثالاً رابعاً وهو الأشد صعوبة ، فقد قام طفل بربط رقبة اخيه الأصغر منه الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات في المروحة المعلقة بالسقف، وتم إنقاذ الصغير في اللحظات الأخيرة ، فعل ذلك الطفل بأخوه تلك الجريمة ، بسبب كرهه له كونه اخوه من والده فقط ، مع غيرته منه بسبب اختلاف معاملة والده له كما مشاهدته له وهو يعنف والدته في العديد من المرات.
لشدة أهمية هذا الموضوع رصدت جريدة الدولة آراء بعض المواطنين حوله ، أوضحت “م،ر” أن الطفل يصبح عدوانياً بسبب إهمال الأسرة وعدم رعايته ومراقبته في تصرفاته ، فليس علي الطفل أى ذنب لما وصل له بل على والديه الذين اوصلوه لذلك ، واضافت “أ،م” إلى أن الطفل يقوم بضرر نفسه بسبب إهمال والدته وتركها له في الشارع كى تريح بالها ، وعندما يتصرف بوقاحة تقوم بضربه فيتكون لديه السلوك العدواني.
أعربت “م.خ” أنه بسبب عنف الأب ضد أم الطفل أمام نظرى الطفل ، بالإضافة إلى حبسه بمفرده فترات طويلة ، كما أنه عند تعرضه لأذى الخارجي وعند تعلمه كيف يرد الأذى ويصبح أكثر أذية نتيجة لتلك العوامل ، وأكمل “ا،ع” بأنه بسبب تربية الوالدين والبعض بسبب كرههم له،مع تركه بالشارع دون رقابة و الإكثار من ضربه ، فينتج عنه أنه يؤذى الاشياء والأشخاص حوله سواء اصدقائه أو عائلته ، على خلاف إذا كان يوجد رقابة من أهله لكان سوياً.
أشارت “س،م” أنه يمكن أن يكون عنيفاً نتيجة ما يراه من مشاهد عنف في التلفاز ، أو أنه به طاقة زائدة يحتاج إلى أن يخرجها فتظهر في صورة عنف ، لذا على أهله أن يجعلوه يمارس الرياضة ، وازادت “ج،ا” إذا كان صغيراً وليس لديه أخوه و (منعزل) غالباً عندما يتعامل مع أناس آخرون يتصرف بعدوانية ويكون متعلق بشخص من أسرته بشدة ، وحتى لو لديه أخوات سيكون هناك غيره ، لكن الضرب يزيد من حدة الغيرة لذا على الأم أن توعى أطفالها.
وبالآخذ بالآراء السابقة نرى أنه من أكثر الأشياء شيوعاً التى تسببت في عدوانية الأطفال ، هى تربية أهله واهتمامهم به ، فعليهم أن يراعوا احتياجات أبنائهم النفسية وتوعيتهم ، وإجراء نقاشات معهم كى يفهموهم ويتعرفوا على أفكارهم ، فمن المهم أن يشعر الطفل بالحب والأمان لكى يصبح طفلاً سوياً.
لذلك من الضروري على كل أب و أم أن يكونوا هم أنفسهم قدوة لأبنائهم ، بى إصلاح أنفسهم ومعتقداتهم وألا يكونوا قساة مع بعضهم لأن ذلك يؤثر على أطفالهم مباشرة ، لذا علينا أن نستمع لهم ونتابع دائماً ما يفعلون مع اعطائهم شعور الأمان وتذكيرهم أننا إلى جانبهم دائماً.
2024-02-09