جهاز البيجر (Pager) هو جهاز اتصال لاسلكي يستقبل ويعرض رسائل نصية أو صوتية في النسخة الأكثر تطورًا منه، كما يُصدر الجهاز صوت تنبيه عندما يستقبل إشارة بوجود اتصال تليفوني بالشخص الذي يحمله، وعلى الرغم من أن أجهزة البيجر لم تعد مشهورة اليوم، إلا أنها ما زالت مستخدمة ولكن على نطاق ضيق، خاصة في مجال السلامة العامة والرعاية الصحية.
ظهر أول جهاز بيجر في “1921م” عندما استخدمت شرطة ولاية ميشيغان بالولايات المتحدة لأول مرة نظامًا يشبه البيجر لاستدعاء أفراد الشرطة، وزاد استخدامه في منتصف القرن الماضي حتى بلغ ذروته بحلول الثمانينيات إلى الحد الذي أصبحت تمثل فيه مكانة اجتماعية، ثم انتهى به المطاف حيث توقفت الشركة المصنعة له (موتورولا) عن إنتاجه بسبب انخفاض عدد مستخدميه مع انتشار الهواتف المحمولة.
شهدت لبنان حادثًا مروعًا، حيث تم تفجير عدد من أجهزة البيجر ما أدى إلى مقتل “12” شخصًا على الأقل من بينهم طفلة، وإصابة نحو “2800” شخصًا بينهم “200” حالتهم حرجة.
كان زعيم حزب الله “حسن نصر الله” قد حذر في وقت لاحق أعضاء الحزب من حمل هواتف محمولة، قائلًا إن إسرائيل قد تستخدمها لتتبع تحركات أعضاء الحزب، ونتيجة لذلك يستخدم الحزب أجهزة البيجر للاتصال فيما بينهم على اعتباره أكثر أمانًا، وعقِب الهجوم صرح الحزب أن إسرائيل مسؤولة عن هذه التفجيرات، كما توعد بـ (الحساب العسير).
ظهرت نظريات متعددة حول كيفية تنفيذ الهجوم، حيث أفاد بعض الخبراء أنه ربما تم إدخال أجهزة متفجرة صغيرة جدًا داخل أجهزة البيجر قبل تسليمها إلى حزب الله، وقال آخرون أنه ربما كانت البطارية هي عبارة عن نصف قنبلة ونصف بطارية، ويؤكد محللون أن الحزب يحقق في نوع المتفجرات التي تم زرعها في الأجهزة، ويُعتقد بأنها مواد شديدة الانفجار، مضيفين أن حوالي “3000” جهاز بيجر انفجر عندما تم إرسال رسالة مشفرة إليها مما أدى إلى تنشيط المتفجرات في وقت واحد.
الهجمات الأخيرة التي نفذتها إسرائيل في لبنان تعتبر تهديدًا بتصعيد الصراع بين الجانبين، وهو ما يفاقم الأزمة في المنطقة ويستبعد التوصل إلى تهدئة لوقف إطلاق النار في غزة، حيث أعلن حزب الله أنه سيستمر في دعم المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية من خلال استهداف الجيش الإسرائيلي، وهو ما قد يؤدي إلى خطر اندلاع حرب إقليمية شاملة.
ربما يضطر حزب الله إلى تغيير استراتيجياته في الاتصال، ومن المرجح أن الناجين من الانفجارات أنهم لن يتخلصوا فقط من أجهزة البيجر، بل وربما أيضًا هواتفهم المحمولة والأجهزة اللوحية أو أي أجهزة إلكترونية أخرى.