قال العرب قديماً المعدة بيت الداء، ويقول العلم الحديث أن الغذاء هو مستودع الدواء، فما تأكلينه يرسم آفاق حياتك الصحية وحدود قدرتك على اجتناب المرض أو مقاومته. وهذه القاعدة تنطبق على الصحة النفسية كما البدنية.
المعدة تؤثر في العقل
وقد لفت اختصاصيون في الماضي إلى أن تفاقم حالات اضطراب نفسي مثل الكآبة والقلق المرضي، لها علاقة وثيقة بجهاز المناعة، وذلك من دون أن ينجحوا في الكشف عن الاسباب الكامنة وراء هذه العلاقة.
إلا أن العلماء استطاعوا قبل وقت طويل أن يسلطوا الضوء على الصلات القوية التي تربط العقل والمعدة وجهاز المناعة في الانسان. والعثور على مادة سيروتونين، التي يؤدي تناقص معدلها إلى الاصابة بالكآبة، في المعدة يؤكد أن هذه الصلات القوية قائمة فعلاً.
احذروا نمط الغذاء الأمريكي
صحيح أن تجنب الأطعمة الرائجة بين الأمريكيين، لن يؤدي في حد ذاته إلى شفاء المصاب بإضطرابات نفسية. لكن من الصحيح أيضاً أن الابتعاد عن الغذاء الأمريكي السائد، وعدم تناول اللحم الخالي من الدهن و السمك وأنواع الخضار والفاكهة، يساهم مساهمة فعالة في حماية الانسان من تفاقم اضطرابات حادة مثل الكآبة والقلق وغيرهما.
هكذا يؤكد العلم حالياً ان نمط الغذاء السائد في الشرق الأوسط وحوض المتوسط عموماً هو اشبه بالدرع الواقي ضد الامراض النفسية والاضطرابات العقلية. وبفضل غنى هذا النظام بالبقوليات، ولحوم السمك والدواجن، وأصناف الحلوى ذات الدهون القابلة للامتصاص، والحبوب، فإنه يستطيع أن يحصن أبناء تلك المنطقة ضد أمراض الزهايمر والخرف، علاوة على أنه قادر على تحسين الحالة النفسية وجعل مزاج الانسان أفضل وإبعاد خطر الكآبة عنه أو عنها.
خيارات للتغيير
وينصح الخبراء أولئك العاجزين عن إحداث تغييرات جوهرية في طعامهم اليومي بالقيام بتعديل محدود في المراحل الأولى على الاقل تكفي للمحافظة على صحتهم النفسية في وضع جيد. ومثلاً، يقترح بعض أخصائيي التغذية الالتزام لبعض الوقت بعدم تناول اللحوم في أحد ايام الاسبوع، والتعود على أكل صحن من السلطة مرتين يومياً، مما يبقي المعدة وجهاز المناعة والعقل في وضع صحي جيد.
وثمة خيار آخرلتحسين الغذاء على نحو يعزز الصحة النفسية، و يتمثل في استهلاك المزيد من المواد التي تعرضت للتخمر مثل اللبن والشاي الصيني، فهما غنيان بالمواد المضادة للاكسدة والبكتيريا الحميدة التي تفيد المعدة والجهاز الهضمي ، حسبما تقول الدكتورة “ايماني وولكر”، الاخصائية الامريكية بالطب النفسي.
وتشير الدكتورة “ايماني” إلى أن بعض أنواع الاغذية المخمرة، مثل خل عصير التفاح، تعود بالنفع الكبير ليس على المزاج والعقل فحسب، بل ايضاً على الجسم والشعر. وتشدد على شمولية فوائد الطعام الجيد الذي من شأنه أن ينعكس ايجابياً على الصحة النفسية للانسان كما يساعد على زيادة فرص النجاح بمعالجة أمراض كثيرة نعاني منها منها ارتفاع نسبة الكوليسترول، والسكري لدى البالغين علاوة على ارتفاع ضغط الدم، دون الاستعانة بالعقاقير والأدوية.
وقد رأينا الكثيرين الذى تلغبوا على مرضهم إما بإتباع نظام غذائى سليم أو بالاعتماد على الطعام الطبيعى الصحى الذى هو بمثابة دواء للإنسان من صنع الطبيعة بلا إضافات أو محسنات.