إبليس الإنتحار .. السير فى الظلمات نحو طريق الموت

      كتب كريم مجدى

إبليس الإنتحار يرحب بالسادة الزائرين، ربما كان ذلك هو التعبير الأدق لوصف ملف شائك، نتناوله بين أيدينا الآن، إنه ملف الإنتحار، السير فى الظلمات بحثا عن طريق الموت، فالنتابع …

يعد من أبشع طرق الموت التى نلمسها فى زمننا هذا، هو الإنتحار، فما بين الحين والآخر نسمع عن قيام شاب بالتخلص من حياته منتحرا، وقيام فتاة بتناول مواد سامة، أحقا إلى هذا الحد وصل بنا الحال !؟

فياليتهم يعلمون بأن أرواحهم أغلى من أي شيء يهدرونها من أجله، ليتهم لم يسطير على عقولهم إبليس الإنتحارالذى يقنعهم بأن طريق الموت هو الحل الوحيد، ليتهم لم ينحرف تفكيرهم إلى هذا الهروب المؤلم من الواقع .

شباب وفتيات، كرهوا حياتهم، وهمشوا دينهم، وسطروا شهادات وفاتهم بأيديهم، ووضعوا رقباتعم على عتبات الموت، ويا حسرتا على العباد .

كثيرا ما كان النازع الديني يقف سدا منيعا أمام الرغبة في الانتحار،ولكن الآن أصبحنا نفتقر إلى ديننا، حتى أصبح حالات الإنتحار تزيد يوما بعد يوم .

ولكن ما أسباب الإنتحار ؟

أسباب الإنتحار كثيرة نذكر أبرزها :-

(1) إنعدام الوازِع الديني، فعندما يفتقر الشخص إلى الإيمان بالله تعالى وبأنَّ هناك يوم حساب، وأنَّ الإقدام على أذيَة النفس محرّمة بكافة الأشكال والطرق مهما كانت صغيرة، فهذا يجعله يرى من إنهاء حياته انتهاءً لمشاكله وهمومه.

(2) المشاكِل النفسيّة مثل الإكتئاب أو العزلة والابتعاد عن الناس، مثل البطالة وعدم إيجاد فرص عمل، والفقر الذي يُخيّل لصاحبه أنّه بذلك يتخلّص من هم الفقر .

(3) كما أنّ حاجة المدمن إلى المخدِّرات أحياناً وعدم توافرها يسبب له حالةً نفسيةً وجسديّةً سيئة مما يدفعه إلى الإقدام على الانتحار للتخلّص من هذه الآلام.

من ناحية أخرى نوضح المنظور الدينى فى الإنتحار :-

حيث يؤكد الدين على أن الإنتحار من الكبائِر التي تدخل صاحِبها النار وتخلِّده فيها، فقد قال رب العزة: “وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً” .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قتل نفسه بشيءٍ، عذِّب به يوم القيامة” .

وعلى هذا يجب تكثيف التوعية الموجهة للشباب والفتيات من خلال وسائل الإعلام، ومنصات المساجد والكنائس، للقضاء على هذا الإبليس الغاشم، الذى ما زال يستهدف شبابنا وفتياتنا .