porno.com
الرئيسية » تحقيقات وحوارات » مصر بين الأخلاق وانحدارها

مصر بين الأخلاق وانحدارها

#الدولة_الآن

تحقيق: إسراء حجازي

“إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”، أحد أبيات أمير الشعراء “أحمد شوقي” والتي تؤكد علي التمسك بالأخلاق الحميدة، والتي هي سبب تقدم الدول وازدهارها، فالأمم تضعف إذا تراجعت فيها الأخلاق وتهاوت القيم والمبادئ.

نعيش اليوم في ظل تطورات في واقعنا الاجتماعي، ولعل ذلك أصبح منتشر بشكل كبير وعلي نطاق واسع وبدون وعي منا ودون رقابة الأهل، إلى أن أصبح المجتمع في انحدارٍ أخلاقي، حيث ظهرت الشبيهات بالرجال والشبيهون بالنساء، و ظاهرة الانصياع وراء الموضة والأزياء والشهرة متغافلين عن المبادئ والقيم الأخلاقية، وكذلك انتشار المخدرات، في حين أن الأمر اتخذ خط سير آخر تحت مسمى شماعة الحرية الشخصية، ولا يمكننا التحدث فقط عن الانحلال الأخلاقي الحاصل الآن لأنه وفي العصور السابقة كان هناك انحلال أخلاقي، فكل زمن كان يعاني من مشكلة ما، فحيث تكون الحرية يكن الخطأ، وما خطيئة آدم إلا رمزاً الحرية.

تعتبر ظاهرة الانفلات الأخلاقي ظاهرة خطيرة جدا وخاصة في السنوات الأخيرة التي نعيش في ظلالها الآن، وتكون لها تأثير خطير علي الأفراد والمجتمع، فالفساد الأخلاقي يعني فقدان الشباب للمبادئ والأخلاق الإسلامية وقيامه بكل ما يتنافى مع الآداب العامة والإسلامية.
في الآونة الأخيرة شهدت مصر الكثير من مظاهر الانفلات الأخلاقي من تحرش وتشهير وتعنيف واغتصاب، حيث صارت هذه القضايا تتصدر الجرائم الكبرى، حتي انحدار لغة الخطاب ورواج الألفاظ البذيئة وانحراف السلوك والذوق العام، وغيرها من المظاهر التي لا تمت للأخلاق بصلة.

وفي صدد هذه المظاهر، رصدت جريدة “الدولة الآن” بعض آراء المواطنين حول هذه الظاهرة التي باتت تشكل خطراً حقيقياً يتفاقم يوماً بعد يوم، حيث أجاب “إ. س” أن أكبر المشاكل التي تواجه مجتمعنا حاليا هي انعدام الأخلاق، ويرجع ذلك للتنشئة الخاطئة بسبب عدم الوعي الكامل لدي الأهل، والعصبية والتعصب، وكذلك الاستخدام الخاطئ للسوشيال ميديا.

كما أكد على أن البعد عن الدين هو أحد أهم الأسباب الرئيسية، وسبب رئيسي لتدهور استقرار البلد، وأضاف أن الأساس في هذه الظاهرة هو سن ألمراهقة ،لكن آصل المشكلة يكمن في الأهل والبالغين، حيث مرت هذه المرحلة على أولادهم دون التوجيه السليم منهم، موضحاً ( سن المراهقة لو اتعاش صح في مجتمع سليم أخلاقياً ودينياً، سبب المشكلة يتحل، بس أهم شيء النية تكون من داخل كل شخص تجاه التغير، مش مجرد كلام).
وأشار إلي أن حل هذه المشكلة يتمحور في التربية السليمة والعودة للدين الصحيح ومحاولة تطبيقه، واختيار القدرة الصالحة، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.

وعلي صعيد آخر وضحت “إ. ع” أن عدم مراقبة الله في الأفعال وتقليد الغرب، وكذلك الملابس المنتشرة هذه الأيام سبب كبير يؤدي للفساد الأخلاقي، وأكدت أن المسلسلات والأفلام لها دور كبير في الانحدار، وقالت فيما يخص سن المراهقة أنه غير مقتصر علي سن المراهقة فقط، مضيفةً ( كتير بتلاقي أطفال لسه مش في سن المراهقة ويقلدوا الشباب، وكتير بتلاقي ناس كبيرة عدت مرحلة سن المراهقة وعندهم فساد أخلاقي).

ومن جانبه قالت “ف. أ” أن السبب الأكبر هو عدم اختيار الصحبة الصالحة، والمشاداة بين الأهل ونفور الأبناء منهم، وأضافت أن المعلم أيضاً له دور، فمنهم من لا يؤدي واجب التربية قبل التعليم، وذلك يرجع لضعف الرواتب والكوادر، وصرحت قائلة ( التضييق علي الأولاد من قبل الأهل يولد حركات وأفعال عند الشباب بتطلع بإشارة عكسية وسلبية)، مضيفة أنه لابد من مصاحبة الأهل ورفع أجور المعلمين.

وفي هذا الصدد أشار “م. خ” أن الحل الأمثل هو أن نجعل التربية والتعليم رقم واحد في حياتنا، وأن يقترب الأهل من أبنائهم حريصين على تعليمهم أمور دينهم، لينتج جيل يعرف ربه قبل فعل السيئة.

وعلي النحو التالي نشدد علي أن ظهور الانفلات الأخلاقي جاء بسبب عدة محاور أولها الأسرة، حيث ينشغل الأهل عن أولادهم مهملين في تربيتهم مما يترتب عليه نتائج عكسية، والمحور الثاني الذي يمثل خطورة كبري وهو السوشيال ميديا وتحويلها للغة مبتذلة ومواد هابطة، بالإضافة لبعض الأعمال السينمائية التي غاب عنها الاحترام سواء في الأداء أو الألفاظ، حتي أصبحت تشجع علي الانحراف تحت شعار نقل الواقع، ونؤكد علي أن السلوكيات السيئة التي يقوم بها بعض الأشخاص لا تتوافق مع الأخلاق المصرية الأصيلة التي تميز المصريين، فمصر هي بلد الأمن والأمان والأصالة والإخلاص.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صراع من أجل الضوء .. كيف تشعل أزمة الطاقة نار الأزمات الاقتصادية؟!

#الدولة_الآنتحقيق: سلمى يوسف يشهد العالم تدهورًا مستمرًا في أزمة الطاقة منذ عدة سنوات، وتتصاعد المخاوف ...

youporn