الحب المطلق هو أساس تنشئة الطفل نشأة سليمة (موسوعة الأم والطفل)

كتبت / هدير الحسيني

علينا أن نُدرك جيداً بأن هناك إختلافات فريدة فطرية بين الأطفال لذلك لا يمكن أن نتبع إستراتيجية ومنهجاً واحداً مع عقول كل الأطفال ، بل لا يمكن أن نتبع هذا مع عقول الكبار أيضاً لذلك علي الآباء والأمهات أن يستخدمون مناهج مختلفة وإختيار ما يناسب أسلوبهم ومزاجهم طالما أن مناهجهم مؤسسة علي مبادئ التنشئة السليمة فهنا يجوز دعم الوالدين ، إنما الشئ الوحيد الذي لا يجوز دعمهم فيه هو إساءة معاملة الطفل.

وأن من أهم المناهج للتنشئة السليمة للطفل هو منهج الحب المُطلق وهذا سوف نتحدث عنه بالتفصيل في حلقات قادمة ،لكن الأن سوف نتحدث عن نبذة عن هذا المنهج :
تحكي الموسوعة بأن سلطلة الوالدين تُبرز في العلاقة الصحيحة بينهما وبين أطفالهما ، فنحن كثيراً ما نسمع أمهات يقولون أن طفلي عنيداً ، طفلي لا يُطيع أوامري وكلامي ، وقد وضحت الموسوعة بأن الطفل الذي يُحب والديه يريد أن يرضيهما يريد أن يكون مثلهما يريد أن يستفاد كثيراً من قيمهم ومعتقداتهم وكل أساليب حياتهم ، ونجد علي النقيض بأن الطفل الذي يبغض والديه أو أحدهما يُريد إبعاد نفسه عنهما ولا يريد محاكاتهما ،لذلك فأن أهم بذرة من بذور تنشئة الأطفال تنشئة سليمة هي تقوية المشاعر الدافئة بينهما وبين أطفالهما ، فهذا لا بد أن يعتني بهِ كلٌ من الآباء والأمهات في كل لحظة من لحظات تنشئة أبنائهم وخصوصاً عندما نقوم بتقويم وتعديل السلوك السئ للطفل، فهنا علينا أن نُبين له أننا نكره سلوكه ولكننا نُحبه كما هو .

ونحن كآباء وأمهات ومربين ننتظر أن نري سريعاً ثمرة جهدنا مع أطفالنا جهدنا في تنشئتهم أخلاقياً ، جهدنا في تنشئتهم دينياً ، جهدنا في تنشئتهم إجتماعياً ، جهدنا في تنشئتهم في كل النواحي الحياتية وكما نجد في الموسوعة بأن هذا خطأ لأننا بهذا من الممكن أن يعترينا اليأس والإحباط لأننا نُريد أن نراهم سريعاً ثماراً جميلاً كما نتمني، ولكن تحكي الموسوعة بأن ليس بإمكان الوالدين واقعياً التحكم في النتيجة النهائية لجهودهم ولكن الأمر الذي لابد أن يهتمون بهِ الوالدين هو كيفية التصرف في كل لحظة من لحظات تنشئة أبنائهم ، وهذا سوف نعرفه غداً إن شاء الله.