حين يرى الأباء الأطفال يلعبون ويتمتعون بصحة جيدة في مرحلة الطفولة، تكون لحظات سعيدة بالنسبة لهم، ولكن عندما يصاب أحد الأطفال بمرض مميت تتحول تلك السعادة إلى أسوء كابوس يمكن أن يعيشه الآباء، وهذا ما حدث لتلك العائلة، وقصة فتاة تبلغ من العمر “10” سنوات، يعتقد والدها أنها متوفية ، ولكن بعد” أربعة” سنوات استيقظت وأذهلت كلماتها الأولى كل الحضور.
“سلمى” لديها “اثنين” من الأخوة وكانت تحب الرقص وممارسة الرياضة، وهي جيدة وممتازة في هذا المجال، وعمومًا كانت سعيدة للغاية وحيوية، ولكن عندما بلغت من العمر “١١” عامًا أنقلب حياتها بالكامل، حيث بدأت تظهر عليها أعراض الإنفلونزا وبعد فترة طويلة من الأعراض أغمي عليها، وعندما ذهبت إلى المستشفى تم تشخيصها بالإلتهاب الرئوي، بعد حوالي أسبوعين لم تستطع الفتاة الشعور بقدمها، ثم أخبر الأطباء والديها بأنها مصابة بشلل نصفي، وشيئًا فشيء بدأ جسدها يتوقف عن العمل.
وفي غضون أيام من بداية الأعراض اكتشف الأطباء أن لديها التهاب حاد في الحبل الشوكي والدماغ، وبين ما كانت عائلتها واقفة بجانبها في المستشفى اضطروا لم شاهدتها بينما فقدت القدرة على تناول الطعام، لأنها لم تكن تبتلع الطعام بشكل صحيح، وشاهدوا أيضًا تفقد قدرتها على التحدث لأنه أصبح يصعب عليها العثور على الكلمات الصحيحة، وفي النهاية فقدت القدرة على التحرك بمفردها على الإطلاق، ولم يمضى وقت طويل حتى دخلت في غيبوبة التي دامت لمدة” أربع” سنوات.
وبعد سنتين من الغيبوبة استيقظت” سلمى “من الناحية الذهنية لكنها لم تستطع تحريك جسدها بالطريقة التي تريدها، ولكنها تستطيع أن تسمع الناس من حولها، وتريد أن تتفاعل معهم ولكن جسدها لا يستجيب ابدًا، سمعت “سلمى” الأطباء وهما يقولون لعائلتها أنها ستظل هكذا طوال عمرها، الأمر الذي جعل الأبوين أن ينقلوا “سلمي “للبيت، ورتبوا لها غرفة بها جميع الأدوات والأجهزة المطلوبة.
كان جميع أفراد الأسرة يثرثرون بالكلام لها، حيث عرفت أن والدها يكرها ويريد التخلص منها، ويفعل ما يفعل بسبب حب أمها لها، والأمر الذي كان يجعلها تحارب من أجل العودة هو أخاها الصغير الذي كان يتحدث معها كل يوم على يقين أنها تسمعه، فكان ملهم لها بشكل خاص، شيئًا فشيء أصبحت تتحكم في عينيها، ثم أطراف يديها، ثم أصبحت تستطيع استخدام الهاتف، ثم استطاعت أن تأكل بمفردها لكن من المؤسف أن الشلل المتواجد في قدمها سيظل معها إلى الأبد.
فيما بعدت عادت إلى المدرسة على كرسي متحرك، لكنها كانت تشعر بوحدة طوال الوقت، لكنها لم تعرف أحد هناك، فحاولت أن تكون معارف ونجحت في ذلك، كان لا يزال هناك بعض الأشخاص الجيدين.. وفي ليلة كانت تجلس مع أسرتها، وتشاجر والدها مع أمها فصرخت في وجهه وقالت أعرف إنني كنت عبأ عليك وتريد التخلص مني، لكن هذا لم يجعلني استسلم، لقد كان أخي بجانبي، على مدار سنتين كنت اسمع كلامكم كله، وأعرف أسرار الجميع.
أعرف أن أخي الكبير يخطط لترك البيت بعد المرحلة الجامعية، وأعرف أنك لم تفعل كل ذلك من أجلي بل سبب خوفك من أمي لأن كل شيء ملكها، وأنت مرغم أن تتقبلني وتعيش معنا، أعرف الكثير يا أبي، لكن هذا لم يجعلني أكرهك، لقد كنت عبأ كبيراً عليكم لكني لم أعد كذلك. ما قالته صدم الجميع، لكن كان سبب في بداية جديدة لهم.