حوار: معاذ موسى
يعرف الجميع والعامة قوة الإعلام وتأثيره علي مختلف الرأي العام وتوجيه عقول الناس ولا يخفى علينا أيضاً أنه يواجه تحديات كبيرة خاصةً في عصرنا الحديث ، إذ أصبح الإعلام مهنة لمن لا مهنة له لكن يبقي رواد الإعلام وأصحاب المعارف هم وحدهم القادرين علي تخطي تلك التحديات ومواجهتها وهذا ما سنعرفه في حوار خاص مع الدكتور “محمد مهني البحراوى”.
ولد الدكتور “محمد مهني البحراوى” المدرس المساعد بقسم الصحافة والنشر كلية الإعلام جامعة الأزهر في محافظة المنيا التابعة لمحافظات الصعيد ، حيث نشأ وترعرع في الأزهر وحصل على الثانوية الأزهرية في معهد دروة الثانوي الأزهري والتحق بكلية اللغة العربية قسم الصحافة والإعلام ، ثم عُين معيدًا في القسم بعد أن تحولت إلى كلية مستقلة بنفسها في عام “2011”، وفي العام التالي حصل الباحث “محمد البحراوى” علي الدكتوراة في رسالته المقدمة تحت عنوان (التحديات التي تواجه وكالات الانباء في عصر الإعلام الرقمي) علي مرتبة الشرف “الأولى”.
اعتمدت رسالة الباحث الدكتور “محمد مهني البحراوى” على الدراسات الميدانية للصحفيين الذين يتلقون رسائل وخدمات وكالات الأنباء واتجاهاتهم نحو تلك المضامين ورأيهم فيها حول إذا ما كانت تعيد بالإفادة علي صحفهم الخاصة التي يعملون بها أم لا وأيضا الإيجابيات و السلبيات التي تتناولها هذه التحديات ومدي تأثيرها علي تلك الصحف والاخبار المحلية والعالمية.
عمل الدكتور “محمد مهني البحراوى” في كثير من الصحف المعروف” في جمهورية مصر العربية مثل جريدة اليوم “السابع” والوفد وكذلك مارس الهواية التي كان يتمتع بها منذ الصغر في المركز الإعلامي بجامعة الأزهر واستغل علاقته الطيبة مع الصحفيين الذين كانوا يعملون بتلك الصحف والوسط الإعلامي المحيط والذى ساعده ذلك في تقديم رسالته الإعلامية التي حصل من خلالها على الدكتوراة بمرتبة الشرف “الأولى” بعد أن نشرت له أخبار كثيرة في مختلف الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية.
أجاب الدكتور “البحراوى” عن سبب اختياره لقسم الصحافة والنشر تحديدا من بين الأقسام الأخرى المتاحة لدي مجالات الإعلام قائلاً: أن كل شخص يتمتع بهواياته المختلفة التي يجب أن يمارسها بشكل حر واحترافي ، فمن يتمتع بموهبة في قسم الإذاعة والتليفزيون عمل فيه ومن لديه الموهبة في العلاقات العامة اختارها ومن أراد الكتابة ونقل الأخبار وتبادل الحوارات عمل في الصحافة ، واغتنم الدكتور موهبته الفطرية في إلقاء الشعر وكتابة المقالات وحتى الأنشطة في الإذاعات المدرسية للتوسع فى مجال الصحافة مما ساعده على تقديم رسالة الدكتوراة على أكمل وجه ممكن.
كما أضاف الدكتور “محمد مهني البحراوى” عند سؤاله حول الصعوبات التي واجهته بعد و أثناء مرحلة التخرج بقوله: أن كل شخص يواجه صعوبات مختلفة في مراحل مختلفة خاصة بعد أن ينضج عقله لأنه يصبح قادرا على مواجهة تلك الصعوبات بأن يتأهل مبكرا لتدريب نفسه على سوق العمل في مختلف الأنشطه التي يهواها المتدرب ومن تلك الصعوبات: •قله المرتبات الغير مجزيه للعاملين بمهام الصحافة منذ البداية .
• بالإضافة إلى وقت العمل الكثير الذي يتراوح ما بين “أربعة” إلى “خمسة” أشهر دون الحصول على مرتب او مكافأة.
لكنه تجاوز تلك الصعوبات بالحصول علي المكافأة المعنوية بدلا من المادية كالحصول على كارنيه باسم الصحفي والتعرف على الشخصيات المرموقة ونشر الأخبار الخاصة به كل هذا يعمل على تصبير الصحفي في مشوار بدايته الى أن يجازيه القدر علي اجتهاده في النهاية بعد العمل الدائم والمثابرة والجد والإجتهاد.
وعند سؤاله عن اختيار نوع رسالة الدكتوراة المقدمة و خطوات البدأ فيها و كيفية إنهائها أجاب بأنه ليس اختيار شخصي لنوع الدراسة والرسالة المقدمة بل يكون بعد الإطلاع علي الدراسات الأكاديمية السابقة في مجال تخصصاتك وبعد دراسة الماچستير وتقوم بعرض فكرة معينة لجميع الدراسات المقدمة سابقا واختيار عناوين مناسبة لها بعد ذلك يتم طرح أكثر من فكرة وفيها يتم فلترة جميع الأفكار المقدمة ومراجعتها وإذا ماكانت تصلح أو لا وتم الإتفاق على عنوان (التحديات التي تواجة وكالات الأنباء واتجاهات الصحفيين نحوها) من قبل أساتذة قسم الصحافة.
حيث لفت الدكتور “محمد البحراوى” إلى التحديات التي تواجة وكالات الأنباء مشيراً إلي أنه:
• هناك تحديات تواجه الصحفيين أنفسهم وهم العاملين بوكالات الأنباء من أفكار ومعتقدات ولغات من شأنها أن تؤثر على الصحفي عند كتابه الخبر .
• الإمكانيات التي توفرها الوكالة للصحفيين العاملين بها من خدمة إنترنت جيدة ومقر ممتاز مجهز وبرامج تكنولوچية حديثة توصل الصحفي إلى مصدر الخبر بسرعة .
• البيئة الخارجية المحيطة بالوكاله من ظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية حولها كل هذا يؤثر على الشكل النهائي لمحتوى الوكالة المقدم إلى الجمهور.
وقد ذكر الدكتور «البحراوى» رأيه حول مشوار الصحافة الورقية ومدي عنائها في ظل تفوق الصحافة الالكترونية والتقدم التكنولوچي و انتشار مواقع السوشيال ميديا بأن الحاصل حاليا في ظل هذه الظروف غير مبشر بالمرة حيث أن جميع الأجيال الحالية و الفئات المختلفة تستقي الأخبار في شتى المجالات من خلال مواقع السوشيال ميديا ، وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها وهناك قلة قليلة من يقوم بشراء الجريدة وغالبا ما يكون لهدف معين غير التزود بالأخبار ، بالإضافة الى قلة التطوير في المحتوى المقدم من الصحف الورقية وغلاء أسعار الطباعة والحبر وعدم توافر الوقت اللازم لذلك في مقابل السهولة الواضحة التي تقدمها الصحافة الالكترونية في مما جعل الصحافة الورقية تقع في مأزق شديد.
من الجانب الآخر صرح الدكتور “محمد البحراوى” بترجيح كفة تقديم الصحافة الإلكترونية علي الورقية لعدة عوامل منها:
•نشر الإعلانات المختلفة والروابط والمواقع الربحية
• و عدد المشاهدات وكميات الإعجابات والزيارات بشكل دوري و سريع هذا مما جعل الصحافة الورقية مفتقرة إلى كثير من المميزات التي ترشح كفة الصحافة الإلكترونية لتتفوق على نظيرتها الأخرى.
ووجه الدكتور «البحراوى» نصيحتة الاخوية لجميع طلبه الإعلام بأن يتسلحوا ب:
• الإطلاع على كافة مايدور وما يحدث حولهم في ظل انتشار العولمة
• وأيضا إجادة أكثر من لغة لكي يتمكن من معرفة المصادر الأجنبية المختلفة •بالإضافة إلى الإتقان الشديد للغهطة العربية
• منبها على ضرورة مواكبة العصر في علم الحاسوب ومعرفة خبايا وثغرات الكمبيوتر وكيفية التعامل مع البرامج والمواقع من خلال برمجتها والتعامل معها
• وكذلك الدوام المستمر على ما يقوم به الإعلامي من ممارسة الأنشطه المختلفة من التدريب في الجريدة أو المواقع أو من خلال النزول إلى القنوات الفضائية والعمل في الإستوديوهات … إلخ.
في ختامية الحوار قدم الدكتور «البحراوى» خالص تمنياته لكل طلاب الإعلام ؛داعيا الله لهم بالتوفيق والسداد ؛مطالبا بأن يتشبثوا بهدفهم متمسكين بعزيمتهم راضيين باختيار الله وقضاءة وأن العلم هو سلاحهم الأوحد والرادع الأمثل للظروف الخارجة والصعوبات التي تواجههم ؛راجيا أن يستفيد الجميع من رسالته المقدمة ؛واعدا أنه سيقدم قصاري جهده لبذل كل ما لديه من علم ومعرفة لطالبيه من قسم الصحافة والنشر.