القدس قضية أمة
في تحقيقات وحوارات
1,052 زيارة
تقرير: حماده خميس
“وسوف تستمر مسيرة النصر حتى يرفرف العلم الفلسطيني في القدس وفي كل فلسطين”، جملة قالها السياسي العسكري الفلسطيني ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية “ياسر عرفات”، وذلك منذ أن أصبحت فلسطين أسيرة في قبضة الكيان الصهيوني الغاصب والذي جعلها مأوي له بعد أن كان مشرداً لا مأوي له ولا مسكن.
فلسطين دولة عربية أسري النبي صلى الله عليه وسلم منها إلي سدرة المنتهي تشريفا لها ولأقصاها الطاهر، فهي الواقعة جنوب شرق البحر المتوسط حتي وادي الأردن تبلغ مساحتها نحو “26,990” كم، تقع فلسطين في موقع إستراتيجي بين مصر ولبنان وسوريا والأردن فهي أرض الرسالات ومهد الحضارات الإنسانية تمت السيطرة عليها من قبل العديد من الشعوب المختلفة بداية من المصريين القدماء والآشوريين والفرس والإغريق حتي إحتلال إسرائيل لها بعد النكبة عام “1948”.
حيث أصبحت القدس مدينة مقدسة بالنسبة للمسلمين بعد معجزة الإسراء والمعراج وبعد أن فرضت الصلوات “الخمس” على المسلمين ليتوجهوا بالقبلة إليها لمدة”16″ عام، ثم توجهوا في صلاتهم نحو مكة بدلاً منها لأسباب عدة من أهمها سخرية اليهود ل”محمد” وللمسلمين بسبب إستقبالهم قبلة اليهود، ومن هنا لابد وأن ننتقل من بين صفحات التاريخ إلي ما نراه اليوم من تدنس وتدمير من قبل الكيان الصهيوني في تلك الأرض الطاهرة المباركة التي ذكرها الله تعالي في كتابة الشريف.
في عام “1917” دخلت فلسطين تحت قبضة الجيش الإنجليزي والذي سمح في عام “1920” بفتح باب الهجرة اليهودية إليها لتتوالي الصراعات العربي الإسرائيلي على ملكية الأرض، لتتدخل هيئة الأمم المتحدة في عام “1947” لإيجاد حل بينهما ليأتي قرار التقسيم إلي تسليم “55٪” من أرض فلسطين إلي اليهود، وفي عام “1948” تنسحب بريطانيا من الأراضي الفلسطينية لتعلن المنظمة الصهيونية في نفس اليوم إعلان دولة إسرائيل على أكثر من الجزء المخصص لها على الأراضي الفلسطينية.
وقد نشبت أول حرب بين العرب وإسرائيل في عام “1948” تضمنت كلا من (مصر وسوريا والأردن ولبنان والعراق)، لمنع إعلان قيام دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، والتي نتج عنها هجرة “700 ألف” فلسطيني من ديارهم إلي الضفة الغربية، لتتوالي الحروب والقصف العشوائي بين كلا من إسرائيل وغزة وبعض من الدول العربية حتي أن حدث مالم يكن في الحسبان وهو الإستيلاء على منطقة (حي الشيخ جراح).
حي الشيخ جراح هي قرية مقدسية فلسطينية تابعة لمدينة القدس يقدر عدد سكانها “2800” نسمة تقريباً، أخذت إسمها من الأمير “حسام الدين عيسي الجراح” طبيب “صلاح الدين الأيوبي” القائد الكردي المسلم، لتأتي إسرائيل بمخطط إستيطاني أعلن عنه الآن يتضمن بناء 200″ وحدة سكنية لمستوطنين يهود فيها، مما أثار غضب الدول العربية بأسرها تضامناً مع إخوانهم الفلسطينيين مطالبين بإنهاء القضية الفلسطينية وما يحدث في القدس الشريف من هدم وقتل إلي غير ذلك.
ليقوم الجيش الإسرائيلي بشن هجمات عنيفة على الشعب الفلسطيني، مما تسبب في مقتل الكثير من الشباب والأطفال والسيدات، ليأتي هنا الرد الفوري من غزة بإطلاق عدة صواريخ على المحتل الإسرائيلي، كما اجتاح “الآلاف” من الشعب اللبناني الحدود الفلسطينية مطالبين نصرة إخوانهم الفلسطينيين، ولا ننسي هنا دور الدولة المصرية بفتح معبر رفح لإستقبال جرحي غزة ومداويتهم، وما زال الصراع دائم ولا نعلم متي ينتهي ولكن أجل الله قريب!.
2021-05-17