الفرانكو…حرب باردة تهدد الأجيال وتطمس الهوية
في تحقيقات وحوارات
676 زيارة
تحقيق :أحمد العش.
اللغة هي هوية الأمم وما من أمة فرطت في لغتها إلا وفقدت هويتها، فاللغة تتجسد فيها عراقة وقوة الدولة وحضارتها، وكلنا يعلم جيداً الفترة التي كانت الدولة الإسلامية تسود وتحكم العالم كانت اللغة العربية وقتها هي اللغة الأولى حتى أن حكام الغرب إذا أرادوا كتابة خطاب كانوا يكتبونه باللغة العربية الفصحى، والآن نرى أن اللغة الإنجليزية هي السائدة وذالك يرجع إلى عدة أسباب أولها أن الغرب حالياً من يحكم العالم ولغتهم هي من تسود لأن اللغة لأنها إنعكاس للهوية.
مصطلح:(الفرانكو)؛ هي لغة مستحدثة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهي عبارة عن مزيج من حروف اللغة الإنجليزية والألفاظ العربية، حيث يقوم الكاتب بإستبدال الأحرف العربية في كتابة الكلمات بالأحرف الإنجليزية وبعض الأرقام التي تعبر عن الحروف، وهذا الأمر يعد من الخطورة بمكان بل أنه قد يؤدي إلى ضياع اللغة بين معظم رواد تلك الوسائل بل ومحو الهوية العربية لديهم وخصوصاً الأطفال والمراهقين بل وأن الأمر تجاوز فئات المتعلمين ، ويعتبر الفرانكو أحد الأسلحة المستخدمة في حروب الجيل الرابع والهدف منها خلق جيل مغيب فاقد لهويته ومنفصلاً عن لغته.
ومن هنا رصدت عدسة جريدة الدولة الآن آراء بعض المواطنين حول تلك القضية فأجابوا على النحو التالي؛ أشار “محمد. س” طالب بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بأن الفرانكو من التحديات التي تواجه قطاع التعليم في مصر وذلك لأنه يعمل على هدم اللغة لدى مستخدمين تلك اللغة المستحدثة، مضيفاً أن الفرانكو حرب فكرية كل ما يراد منها هو النيل من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وهدم الهوية لدى الشعوب العربية كي لا تقوم لهم قائمة.
وأضاف “معتز. س” طبيب بشري وصانع محتوى، أن الفرانكو خطر كبير يهدد الأجيال، وأنه يشعر بقمة الحزن عندما يرى أشخاصاً متعلمين يقعون في أخطاء كارثية عند كتابتهم باللغة العربية الفصحى، على النقيض تماماً تجد الشخص منهم مجيداً للإنجليزية وبطلاقه، وأكد “صلاح. ع” مدرس لغة عربية، أن مستوى اللغة قد تراجع كثيراً وخصوصاً في شريحة الشباب ممن يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بصورة مفرطة.
ومن الحلول المقترحة لمواجهة تلك الكارثة، يجب على قطاعات التعليم المختلفة تحذير الطلاب والطالبات من استخدام تلك اللغة وتوعيتهم من خطورة استخدامها، بالإضافة إلى ذلك إقامة العديد من الندوات الثقافية والتوعوية لنشر الوعي اللغوي لدى أفراد المجتمع، وهناك مسؤولية كبيرة تقع على الأفراد فيجب على كل فرد من أفراد المجتمع مقاطعة تلك اللغة والعودة إلى تعلم اللغة العربية الصحيحة، والتي من المؤكد أن نضيع إن تخلينا عنها وفرطنا فيها.
2021-06-27