porno.com
الرئيسية » تحقيقات وحوارات » إلى متى سيظل الطريق يحتضن هؤلاء؟

إلى متى سيظل الطريق يحتضن هؤلاء؟

#الدولة_الآن

   كتبت-علاموسى

عندما تكون الحياة قاسية ويتجرد الناس عن الإنسانية والتخلى عن القيم والمبادئ هكذا، نجد أطفال يتجولون فى الشوارع ليلا ونهارا بلا مئوى يحميهم من برد الشتاء القارص ولا من شمس الصيف المحرق،أطفال يصيبهم المرض والأرق دون وجود من يداويهم، أطفال ضاعت حقوقهم وغفت عنهم الانسانيه،هم أطفال يبحثون عن مصدر رزق لهم من الشارع، وقد يكون بيع اى منتجات فى الطريق ومنهم من لا يملك شئ، فيتذلل للمارة لاخذ بعض المال يسد به حاجته،أطفال بلا أهل هؤلاء الأطفال هم أطفال الشوارع هم من لا يملكون مأوى ولا فراش ولا أهل يتجولون فى كل مكان فى الشوارع وعلى الارصفه والأماكن المهجورة واماكن جمع النفايات، وغالبا ما يكونو تحت سن “18”عام، هؤلاء الأطفال موجودون فى كل أنحاء العالم، حيث صرحت الأمم المتحدة أن ما يزيد عن “150مليون”طفل فى مختلف العالم فى هذا الوقت يصنفون ضمن أطفال الشوارع.

هذه القضية التى زالت وما زالت تؤثر فينا ولم تنتهى بعد، فوجودها منذ الآونه الماضية حتى الآن مستمرة، ولعل أقربها الينا استماعنا لاحد هؤلاء الأطفال، قال الطفل( “ناصر. ك”)البالغ من العمر “15”عام انه يعمل فى كل وقت وان حياته صعبه للغاية حيث ان توفى اباه منذ”خمسة”سنوات وهو يعمل فى عمر”10″سنوات،ولم يحظى بطفولة عادله، فهو منذ صغره متكفل بالبحث عن لقمة عيشيه هو وأسرته والمكونه من امه وأخيه الأصغر سنا ، كما ذكر (“ناصر. ك” ) انه يدرس بإحدى المدارس لكنه لم يواظب على الحضور نظرا لانه فى الشارع يعمل ببيع المناديل وأشياء أخرى، لسد حاجته وأسرته،وفى سياق متصل أشار الطفل  (“ناصر.ك”) انه يتمنى ان يحيا حياة كريمه ويعيش سن طفولته بلا عمل شاق وان يكمل دراسته ويحتاج إلى مسكن بغير إيجار،لينعم هو وأسرته،   ولعل هذه القضيه الأولى من نوعها بل هناك العديد من الأطفال لا مأوى لهم سوى الارصفه والطرقات،  وأبرزها هذه القضايا الطفل “محمد عبدالله” البالغ من العمر “10” أعوام الذى فقد أمه فأصبح الشارع هو الملجأ والمأوى له ولم تبخل عليه الحياة بالألم فأبعدت عنه والده بسفره إلى الخارج وتلطم فى شوارع القاهرة يستغله كل من يجده.
وأضاف انه كان يعيش مع جده فقال  “عايش مع جدي وطردني من البيت وقال لى لو جبت فلوس هخليك تعيش معايا وأنا دلوقت بنام فى الشارع فى أى مكان”، وعلى صعيد اخر ضحية الشارع الطفل “إسلام” ذي الخامسة عشر من عُمره، ترك المدرسة واتجه للشارع؛ يلمع سيارات ويطوف بالشوارع ويعمل طوال يومه ليعود إلى والدته فى نهاية اليوم يُعطيها ما رزقه الله به من أموال، وأشار إلى أنه لم يدرج ملامح ابيه لانه توفى منذ أن كان ذو عامين.

ظاهرة أطفال الشوارع تعد من الظواهر المنتشرة فى العالم،اذا يجبر الكثير من هؤلاء الأطفال على كسب لقمة عيشيهم بطرق مهنية مختلفه مثل البحث فى القمامة، وبيع منتجات بسيطه كباعة متجولين فى الأحياء والمدن الفقيرةوأشهر أسباب هذه الظاهرة، قد تكون أسباب عائلية: وتتمثل فى:
– كون الطفل يتيما: وهو الذي فقد أحد ابويه أو كلاهما  ولم يحصل على الرعاية، والعناية المناسبة، فيذهب للعيش في الشارع، – نتيجة التفكك الاسرى :هي الأسر  التي تحتوي على العديد من المشكلات بين الوالدين، والتي تؤدي غالباً إلى الطلاق، مما يؤثر على نفسية الطفل، فيهرب من المنزل إلى الشارع، – التعامل بعنف مع الطفل: هو تعريض الطفل لنوع من أنواع العنف، سواءً باستخدام الألفاظ أم بالضرب.
 
قد يكون هناك ايضا أسباب اجتماعية :وهي الأسباب التي تنتج؛ بسبب تأثر الطفل بالمجتمع المحيط به، ومنها:-الهروب من المدرسة: يلجأ بعض الأطفال إلى الشارع للهروب من المدرسة، وذلك بسبب عدم تحفيزهم للتعليم، من قبل عائلاتهم، والأفراد المحيطين بهم.
-تقليد تصرّف خاطئ: قد يرى الطفل تصرفاً خاطئاً من قبل أحد أفراد أسرته، كالتدخين مثلاً، ويسعى لتقليده فيغادر المنزل من أجل الحصول على المال ليتمكن من توفير السجائر لنفسهِ.
– المعاناة من الفقر: عند غياب دور الأب في توفير المال لأبنائهِ، وخصوصاً في العائلات الفقيرة، التي تحتوي على عدد كبير من الأفراد، تتم التضحية بأحد أطفال العائلة، عن طريق إجباره على العمل، وحرمانه من التعليم.  
 
 وتختلف أسباب وجود هؤلاء الأطفال فى الشوارع منها أيضا الحالة الاجتماعيه للوالدين قد تكون رديئة المعيشه، وعدم الاهتمام بالأطفال مما ينتج عن ذلك مشكلات اجتماعية، ومنها انتشار الجهل والتخلف وارتفاع أعداد الاميين والعاطلين عن العمل، وايضا قد يؤدى انخراط هؤلاء الأطفال إلى التدرج فى أعمال غير مشروعه كبيع المخدرات والعمل مع عصابات السرقه، مما يعود على المجتمع بآثار ضارّة على شعبه وأمنه.
حيث تم رصد أراء بعض المختصين حول هذه القضية الشائكة التى زالت وما زالت تؤثر فينا وفى المجتمع كما صرح الدكتور” السيد أبو سمرة” دكتور علم النفس بجامعة عين شمس، من خلال حواره لنا عندما تم طرح له هذه الأسئلة واجاب عنها وهى:
السؤال الأول :من هو طفل الشوارع؟
د. “السيد أبو سمرة” :هو الطفل الذى لا مأوا له.. غير الشارع والذى ينام فى الشارع على الارصفه تحت الكبرى، غالبا ليعمل فى أعمال مهمشة لكسب لقمة العيش وقد تكون مسح السيارات، بيع المناديل الورقيه، التسول.
السؤال الثانى:ما الآثار المترتبه على وجوده بشكل كلى فى الشارع؟؟
د. “السيد أبو سمرة” :كرهه للمجتمع، وعدائه المطلق له، فطفل الشارع اليوم هو بلطجى ومجرم الغد.
السؤال الثالث:ما أسباب وجود ظاهرة أطفال الشوارع؟
د.” السيد أبو سمرة” :قد يكون الطلاق احد الاسباب او هجر الاب للاسرة فى ظل وجود الفقر، أو جرائم الزنا والعلاقات غير الشرعيه، وترك الطفل المولود فى الشارع للتخلص من وصمة العار.
السؤال الرابع:كيف نتخلص من هذه الظاهرة؟
د. “السيد أبو سمرة” :عن طريق عمل ملاجئ لهؤلاء الأطفال ودور إيواء لهم، و مواجهة ظاهرة الطلاق ومحاربة جرائم الزنا والعلاقات غير الشرعيه.. بالتوعيه الدينيه.
ولعلنا نشير أيضا  إلى أراء بعض المواطنين بالشارع المصرى :
حيث اوضحت الطالبة “ايه محمد” بكلية الدراسات الإسلامية :ان أطفال الشوارع ظاهرة منتشرة ولابد من القضاء عليها، ومعرفة سبب وجود هذه الأطفال فى الشارع سواء كان ذلك بتخلى الاهل عنهم او قد يكون الاهل هم سبب فى نزولهم ويمكن معالجة السبب كالتالى، فإذا كان الاهل هم المسؤلين عن نزول أطفالهم فى الشارع لابد من عمل حملات توعية لهؤلاء الاهالى، أو إتاحة فرص عمل لهم ليهتمو بابنائهم، بينما إذا كان سبب وجود أطفال الشوارع هو ترك الاهل وتفكك أسرى، بالتالى احتضان جماعات سرقه لهم، فلابد من أيضا عمل حملات توعيه لهذة الأسر وعودة أطفالهم لحياتهم الطبيعيه، وأضافت الطالبة” أميرة على” بكلية الدراسات الإسلامية ايضا من وجهة نظرها  ان وجود  أطفال الشوارع  ناتج عن خلافات وتفكك أسرى وعدم الاهتمام بالابناء ولابد لهذه الأطفال من ان تعيش حياة كريمه بلا أذى.
وفى سياق متصل قال احد المواطنين ان هؤلاء الأطفال قد لا يكون لهم اهل (يتامى)او مع وجود الاهل لكن لا يوجد اهتمام، ويكون هؤلاء الأطفال بلا مأوى ومسكن، وأضاف ان الدولة لابد أن تكثف جهودها وعمل ملجأ او مساكن لهؤلاء الأطفال، وتعليمهم او إتاحة فرص عمل لهم إذا فى سن الرشد.
واستنادا لما سبق فالطفولة هي من أهم مراحل العمر بالنسبة لإلنسان، ففيها تبدأ شخصيته، بالتشكل والنمو وتنمو مواهبه، وقدراته، وتغرس قيمه الروحية، لذلك لابد من الاهتمام بهذه المرحلة لينشأ جيل جديد قادر على التحدى والمواجهة ورفعة شأن بلاده، وتقديم المساعدة لهؤلاء الأطفال، وتوفير مسكن لهم وتعليمهم  ليحيو حياة كريمه ويعيش الطفل طفولته بدون أذى وإرهاق نفسى،والحفاظ عليهم من اى أشخاص يستغلونهم لأعمال غير صحيحه والحفاظ عليهم مما هم فيه وعلى المجتمع.
وللحد من هذه الظاهرة لابد من التعامل مع أطفال الشوارع بطرق وأساليب خاصه، و احترامهم من كافة الشعب وتقديم عون المساعدة لهم وحمايتهم من جماعات النصب والسرقه وتجار المخدرات والعطف على هؤلاء الأطفال على وجه الإحسان لان من حق هؤلاء الأطفال ان يحيو حياة كريمه ويعيش كل طفل طفولته بأمان واطمئنان ويشعر بحرية واستقبال مثل باقى الأطفال، لكى لا يشعر بكونه وحيدا فى هذا العالم وايضا من  الوسائل التى قد تساعد على علاج هذه الظاهرة، جهود الدولة فى:
-توفير نظام اجتماعى يهتم بتفعيل آلية لرصد أطفال الشوارع المعارضين للخطر.
-إنشاء مؤسسات اجتماعية تكفل مسؤلية أطفال الشوارع.
-تطوير برامج مكافحة الفقر وزيادة أعداد مكاتب الاستشارات الأسرية.
-إنشاء مراكز مهمتها تأهيل أطفال الشّوارع نفسيا ومهنيا.
وايضا تعتمد رؤية الدولة في التصدي لمشكلة أطفال الشوارع، على مبدأ حق الطفل في الحصول على أوجه الرعاية المختلفة وحمايته من كل ما يهدد حياته وسلامته وأمنه بالمفهوم الشامل.
 أولاً: مشروع حماية ورعاية أطفال الشوارع من المخدرات 
 يهدف المشروع إلى الآتي: 
 ـ حماية أطفال الشوارع من المخدرات وزيادة الوعي بهذه المشكلة. ـ رفع وبناء قدرات العاملين والمتعاملين مع أطفال الشوارع في (مؤسسات الرعاية الاجتماعية وأجهزة الشرطة والجمعيات الأهلية). 
ـ إعداد دليل عمل تدريبي للمتعاملين مع أطفال الشوارع. 
ـ توفير الدعم الفني والمادي اللازم لتطوير المؤسسات الاجتماعية والجمعيات الأهلية العاملة في مجال رعاية طفل الشارع ورفع كفاءة الخدمات المقدمة بها. 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اسطورة رجل الثلوج.. ما بين الحقيقة والخيال

#الدولة_الآن تقرير: حنين صالح قد شاع لنا في بعض الدول الثلجية فكرة صنع رجل الجليد ...

youporn