حكاية أكلة :المسقعة وجبة البسطاء والأغنياء
في الأسرة والمجتمع
3,324 زيارة
كتبت :أسماء البردينى
المسقعة أو المصقعة أو المغمور أو التبسي طبق يتكون بشكل رئيسي من الباذنجان أو البطاطس مع البصل، غالباً ما تحتوي على اللحم المفروم في المطبخ العثماني، وهي منتشرة في الشرق الأوسط وأوروبا، وعلى الرغم مما أضافه المصريون لهذه الأكلة العريقة من “تاتشات” مصرية لا يمكن إغفالها، إلا أن أصل نشأتها لا يرجع للمصريين، فالمسقعة كأكلة تعود لليونان “موساكا”، ، ثم انتقلت لتركيا، ومنها إلى بلاد الشام، وكانت تسمى فى بلاد الشام “مسقع”، بينما أطلق عليها الأتراك “لحم الفقراء” وانتقلت بعدها للشرق الأوسط في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي عن طريق التبادل التجارى بين البلاد العربية وباقى الدول الأخرى. وتعرف في مصر والسعودية وفلسطين بالمسقعة، وفي سوريا تسمى المطبق وفي لبنان وفلسطين يُضاف إليها الحمص، وإذا أدخل عليها الخضار صارت تعرف بالمغمور. وفي العراق تسمى بالتبسي.
وتختلف مكوناتها من بلد لآخر وطريقة أكلها وتقديمها، ففي بعض الدول العربية تُقدم فيها باردة وفي اليونان تضاف على المكونات الأساسية اللبن والخيار والجبنة. وفي مصر يوجد نوعان من المسقعة إما أن تكون في الفرن بطبقات من الباذنجان المقلي بينها طبقة من اللحم المفروم مغطاة بالبشاميل وتقدم مع الأرز في الغالب، أو على شكل قطع باذنجان متراكمة على بعضها وتكون نباتية أو مع لحم مفروم أو قطع لحم، وتقدم المسقعة النباتية مع الخبز في الغالب أما في تركيا فتُعد عن طريق القلي وتقدم وتؤكل عندما تبرد. العديد من طرق التحضير تتضمن تغطية المسقعة بالبيض أو بالبشاميل، وتقوم كل بلد بإضافة نكهات مختلفة لطبق المسقعة، ففى فلسطين يضيفون إليها الحمص، وفى اليونان توضع الطماطم والبصل واللحمة مع اللبن والخيار والجبنة.
وكعادته يحب المواطن المصرى أن يضيف لمسته الخاصة على كل شىء، فبالرغم أن المسقعة ليست أكلة مصرية أصيلة إلا أن المصرى أضاف إليها لمسته الخاصة التى جعلتها ركنا أساسيا على المائدة المصرية.
حيث تطهى المسقعة المصرية بالباذنجان والفلفل المقلى وتضاف إليهما صلصة الطماطم المسبكة مع البهارات التى تكسبها نكهة مصرية خاصة، وهى ما يطلق عليه المصريون المسقعة الكذابة أو الخالية من اللحم.
وبطريقة أخرى يضاف اللحم المفروم لمكونات المسقعة وتدخل الفرن لتخرج فى “صينية مسقعة باللحمة المفرومة” بنكهة رائعة، كما طهى الشعب المصرى المسقعة باللحمة المفرومة وأضاف إليها البشاميل فأضاف إليها لمسة جعلتها من الأكلات الأساسية فى البيت المصرى.
وتؤكد الدكتورة منار كريم استشارى التغذية أن فائدة المسقعة كبيرة للغاية فهى تحتوى على الباذنجان والبطاطس والحمص واللحم المفروم والبطاطس والبصل وعصير الطماطم وبعض الخضار الورقى المقطع، كما تحتوى على نسبة جيدة من الكربوهيدرات وجميعها مكونات غنية للغاية بالحديد والسعرات الحرارية وتمد لا شك بالطاقة والشبع.
وتنصح الدكتورة منار بطهى المسقعة بطريقة صحية، حتى لا تحول فوائدها لأضرار،حيث وجد إن تناول وجبة المسقعة يعتبر من أسوء طرق استخدام الباذنجان، حيث إن الزيوت تبطئ الهضم، وترفع نسبة الحموضة فى الجسم، وتؤدى إلى السمنة وارتفاع نسبة الكولسترول فى الدم، والطريقة الصحية تكون بشوى الباذنجان والبطاطس والفلفل فى الفرن دون قليهما، وفى حال رغبتك فى إضافة اللحم المفروم، يجب عند تعصيجه عدم إضافة أية دهون إليه، وإضافة البصل والتوابل فقط وتركه يشرب من عصارتها دون سمن أو زبد، ودون تسبيك وأضيفى عصير الطماطم إلى بعض البصل والثوم على النار ومعهم الفلفل والبطاطس والباذنجان ورتبى مقاديرك فى صينية حتى النضج، ولا تضيفى على السطح الجبن الموتزاريلا أو الجبن الرومى ولا البشاميل، وإذا أضفتى الحمص المسلوق فلا تضيفى اللحم، فقط تناوليها خفيفة وصحية.
المسقعة حكاية اكلة 2018-12-18