متابعة تريزاحشمت
قال فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم “إن الذي ينظر إلى بيت السيدة خديجة يرى بيتا من السمو والكمال لا يمكن أن يصل إليه أي بيت آخر; ففيه زوجة أصيلة لرجل أصيل كل منهما يعرف قدر الآخر; فما أحوجنا إلى الاقتداء بهما لنتمكن من تجاوز العواصف والهنات التي تحدث في الحياة الزوجية”.
وأضاف مفتي الجمهورية – في تصريحات اليوم /الأحد/ – أن السيدة خديجة لم تستغرب من ذهاب النبي محمد عليه الصلاة والسلام إلى غار حراء ليتعبد ويدعو الخالق عز وجل; لأنها تعرف قدر هذا الأمر وتدرك أهميته لأن عمها ورقة بن نوفل كان عالما من علماء أهل الكتاب.
وأكد أن السيدة خديجة تزوجت من سيدنا رسول الله لأجل أخلاقه وشرف نسبه الطاهر, وليس طمعا في أن تكون زوجة خاتم الأنبياء والمرسلين, فلم يكن سيدنا جبريل نزل عليه بعد.
ولفت إلى أن هناك دروسا مستفادة من وقوف السيدة خديجة بجوار سيدنا رسول الله بعد نزول سيدنا جبريل عليه, ومنها ضرورة وقوف الزوجة بجوار زوجها في الملمات والأحداث الجسام; فالحياة الزوجية ليست حياة حقوق فقط, بل تعانق في الأحلام والرؤى والمشاكل في الحياة, وكذلك يستفاد أيضا أن السيدة خديجة الزوجة الصالحة كانت تعين النبي على العمل الصالح حتى قبل البعثة, بل كانت تشد من أزره وتطمئنه وتخفف من روعه, فقالت له بعدما واجه الحدث الجلل في نزول سيدنا جبريل عليه السلام: “والله لا يخزيك الله أبدا, والله إنك لتصل الرحم, وتصدق الحديث, وتحمل الكل, وتكسب المعدوم, وتقري الضيف, وتعين على نوائب الحق”.
وناشد مفتي الجمهورية جموع الصائمين بالاقتداء بهذه الصفات الجامعة والرائعة التي اتصف بها النبي محمد عليه الصلاة والسلام طول عمره قبل البعثة وبعدها, فأعمال الخير وفضائل الأعمال هي المنجية من المواقف الصعبة وذلك قانون إلهي مستمر أبد الدهر إن شاء الله, ومن هذه الأعمال بر الوالدين والإكثار من الاستغفار والذكر وقراءة القرآن, وغيرها من الطاعات والتنافس والتعاون فيها, خاصة الطاعات التي فيها نفع للناس; كإفطار الصائمين والصدقات وجبر الخواطر باعتذار المسيء لصاحب الحق, بل جبر الخواطر كذلك يكون بالبحث عن المحتاجين المتعففين وإكرامهم.