لعنة الفرعون أسطورة خرافية وهوس البحث عن المساخيط
في تحقيقات وحوارات
140 زيارة
تقرير: منة الله شاهين
يعتبر التنقيب عن الآثار سلاح ذو حدين حيث يعمل كوظيفة للحفاظ على التراث الثقافي للبلد الأم وهي من أهم الأنشطة التي تعني بذلك إذ أنه جزء لايتجزأ عن فهم التاريخ الإنساني وتوثيقه، من خلال اكتشاف مقابر جديدة وعرضها للعالم، والذي يدل على وجود حضارة تاريخية لتلك الدولة، في الوقت نفسه فهو مصدر هام للتنمية الاقتصادية من خلال جذب السياح للآثار المكتشفة والمعروضة، مما يساهم في تنمية المجتمعات المحلية من خلال زياد الدخل القومي وتوفير فرص عمل جديدة للشباب في السياحة والترميم والتعليم.
استنادًا لما تم تداوله أن الحفر في حد ذاته ليست جريمة يعاقب عليها القانون طالما لم يتبين أن القصد منه التنقيب عن الآثار، من خلال ذلك يوجد نوعين للتنقيب أحدهما التنقيب غير العشوائي أوغير المدروس وهذا يؤدي لفقدان معلومات تاريخية من الممكن أن تكون هامة لمستقبل البلد، كما يدمر مواقع أثرية قيمة من الممكن أن تكون منطقة جذب سياحي كبير، والنوع الآخر هو التنقيب غير القانوني ومن كثرت التفكير به يؤدي إلى هوس المتنقب في التنقيب، مما تنقلب حياته رأسًا على عقب لأنه يكون حالمًا بالثراء الفاحش السريع.
واجه البشر عدة حوادث أسطورية منها أن “ثلاثة” أشقاء بقرية قرقشندة التابعة لمدينة طوخ محافظة القليبوبية، قاموا بأعمال الحفر للتنقيب عن الآثار أسفل منزلهم الواقع في وسط أراضي زراعية لا يحاوطه أي منازل أخرى، مما أدى إلى إنهيار الحفرة عليهم، وأودي بحياة “محمود.ع” ذا “٤٠” عامًا و “حسين. ع” ذا “٣٨” عامًا و “عبدالرحمن.ع” ذا “٢٨” عامًا، هذا من خلال سيطرة الفكر عليهم واعتقادهم الجازم بوجود الكنز المزعوم الذي سيغير حياتهم بأكملها.
على حسب ماتم تداوله أن لعنة الفرعون أودت بحياة “صلاح محسن” ذا “٢٨”عامًا من محافظة المنيا، حيث كان يعمل سباك لكن يتطلع لمستقبل ملئ بالثراء، فقام بحفر حفرة عميقة في منزله للحصول على الكنر المزعوم تحته، لكن حدث مالم يكن في الحسبان فسقط في تلك الحفرة التي صنعها بيده، حاولت فرق الإنقاذ مرارًا عديدة إلى مايقؤب من أربع مرات مختلفة لاستخراج جثته لكن دون جدوى فكلما حاولت القوات انتشالها يحدث حريق أو اعطال بالرافعة كما ينهال التراب على الجثة فجأة، ذلك حسب الاعتقاد هو إزعاج للموتى القدامى استشهادًا بعبارة ( لا تفتح التابوت، فسيذبح الموت بجناحيه كل من يجرؤ على إزعاجنا).
تعد تلك الفعلة بدون ترخيص جريمة يعاقب عليها القانون في جميع البلدان، ولذلك حددت السلطات العقوبة بالسجن من “خمس” إلى “سبع” سنوات وغرامة “٥٠ ألف” جنيه، كما أن الدراسات تشير إلى تشديد العقوبات يساهم في الحد من تلك الظاهرة، حيث إن العقوبات الرادعة تعمل على تخوف الأفراد من فعلها وتجلهم يفكرون أكثر من مرة قبل الإقدام على فعلها، لكن مع ذلك تبقى الجهود التوعوية وتعزيز الرقابة على المواقع الأثرية جزءًا أساسيًا من استراتيجية حماية الآثار.
حيث يجسد التنقيب عن الآثار فكرة تلاقي العلم بالأسطورة، لأنه يجمع بين شغف الاكتشاف العلمي وسحر الأساطير القديمة، ورغم التقدم العلمي الذي يتيح لنا فهم الحضارات القديمة بشكل أفضل تظل لعنة الفراعة حاضرة في الذاكرية الجماعية،كما تبقى رمزًا للغموض والأساطير التي تحيط بهذه الرحلة، إلى أن يظل التنقيب ساحة للصراع بين العلم والخرافة مما يعزز سحره وجاذبيته في عيون العالم.
2024-09-18