“عصر يتشوه فيه ِ القلب “
في الأسرة والمجتمع
1,022 زيارة
بقلم / هدير الحسيني
هناك فرق بين إنك تُسامح شخص وبين إنك تصفي من شخص فإنكَ تُسامح أشخاص لكي تبقي المودة ، أما إنك تصفى من أشخاص هذا يكون لبقاء المحبة فأنكَ بالتأكيد سوف تجد أشخاصاً يخطئون معك ومن الممكن إنك تصفى وتصفح مرةً وإثنين ولكن في المرة الثالثة لا تستطيع أن تصفى صفاءاً كاملاً لكنك تستطيع أن تُسامح سامحاً جميلاً والتسامح هنا يكتفي في العلاقة بين الشخص والذي أخطأ في حقهِ بسؤالاً وجواب وليس أكثر من ذلك ، لأن ما يحدُث الأن في علاقتنا الإنسانية والإجتماعية يرجع لما في عصرنا هذا العصر الذي يتقدم فيهِ كل شئ من تكنولوجيا وإبتكارات وإختراعات عصر يتقدم فيهِ كل ما يخُص العقل ولكن للأسف لا يرتقي فيهِ كل ما يخص القلب من إنسانية وحب ونقاءً حقيقياً ، فلذلك التسامح لا بد منه لكي تتعايش وما بكَ من ذرة خير ولأنكَ يُحيط بكَ أشخاص لا بد من التعامل معهم سواء كان قريباً أو صديقاً أو زميلاً وهذا يرجع لكون العلاقات الإجتماعية والإنسانية أصبح ما بها من تشويه وتعقيد فقد أصبحت العلاقات لا تُقدر ، أصبحت العلاقات ليس بها حباً أصبحت العلاقات في صراعاً دائماً وأخيراً أصبحت العلاقات تتصالح للمصالح ، ونأسف مع كل هذا بأن قد أصبح فعل الخير يُخبئ ما بهِ من نوايا خبيثة يُخبئ ما بهِ من ظنون سيئة ، فماذا نتوقع بعد هذا ماذا نُصبح بعد ما فقدنا أرقي ما في الإنسان وهي إنسانيته الخيرة ، إنسانيته الصافية.
إما عن الصفاء الكامل فهذا لا يكون إلا لشخص أو إثنين في حياتنا لكي نعيش بحب حقيقي لكي نعيش في سلاماً وأماناً لكي نعيش في أحلاماً وأمالاً ، فأنه لابد من وجود أشخاص في حياتنا تحلوا بها أيامنا أشخاصاً أبرياء أشخاصاً أنقياء أشخاصاً يحبونكَ بصدق أشخاصاً يدعمونكَ بصدق أشخاصاً لا تستطيع أن تصف ما فيهم من حب ونقاء وصفاء وهذا لا يُعني أنهم لا يخطئون معك مرة ، لكنهم من الممكن أن يكون الخطأ بغير قصد منهم لأنهم يحبونكَ حباً حقيقياً لذلك تستطيع أن تصفى منهم صفاءاً كاملاً فهؤلاء يجدهم الله في حياتنا لكي يبعث الله فينا من أمل لكي يبعث الله فينا من عمل لكي يبعث الله فينا من حياةً إنسانية حقيقية.
نحن كنا نسمع كثيراً أجدادنا وجدتنا عن جمال العصر القديم وما كان بهِ من خير وحب ومودة حقيقية ، نجدهم أنهم كانوا يتعاملون بفطرتهم الطيبة وقلوبهم الحسنة وهذا لأنهم لم يتشوه في أى يوم إنما نحن ألان نتشوه كل يوم وهذا يرجع لما نقابل من أشخاصاً يعيشون بألف وش ولون أشخاصاً يكذبون بكل العيون أشخاصاً تُشكك أشخاصاً تُكذب أشخاصأً تُزيف أشخاصاً وأشخاصاً لا نعرف لماذا يصبحون بكل هذه الصفات؟ لا نعرف لماذا ينكرون كل الخيرات ؟لماذا ولماذا ؟
فإنني كنت أخشي أن يتحول قلبي إنني كنت أخشي أن أفقد حبي وكنت أظن إنني سوف أعيش دائماً بإنسانيتي كنت أظن إنني سوف أعيشُ دائماً بمثاليتي ولكن لقد أخطأ ظني بأفعال غيري ،لذلك أتمني أن يعود قلبي كما كان ،أتمني أن يثبت حبي في مكان ولكن هذا لا يكون فقط بالتمني إنما هذا يكون أيضاً بالتحلي فاللهم إنكَ لتهدي القلوب فنقني ياالله من كل الذنوب.
فنحن بحاجة للجوء إلي الله لأننا إذا تغلب الشيطان علي قلوبنا وتفكيرنا سوف نفقد بشريتنا سوف نفقد إنسانيتنا فنحن بحاجة للدعاء لله أن يُثبت قلوبنا علي دينهِ أن يثبت قلوبنا علي سنة نبيهِ محمد (صلي الله عليه وسلم ) أن يثبت الله قلوبنا علي ما في هذا الدين القيم والسنة النبوية من أخلاقاً وصفاتاً وإنسانية حقيقية لكي نُصبح أمة تتحلي بالإنسانية لكي نُصبح أمة تتحلي بالمصداقية لكي نُصبح أمة تطبق تطبيقاً صحيحاً لدين الله وسنة رسول الله قولاً وفعلاً وقلباً.
"عصر يتشوه فيه ِ القلب " 2019-05-09