صرخات مدوية خلف جدران البيوت … ضحايا الإغتصاب مذنبون
في تحقيقات وحوارات
883 زيارة
كتبت : أسماء محمد
منازل تحولت من مصدر الأمان الى سجون تنتهك حرمة وكرامة الفتيات داخل جدرانها ، أباء وأعمام وأخوال يستحلون عرض بناتهن ضامنين صمتهن خلف أبواب الخوف ، فكيف لفتيات أن تخبر العالم وتواجهه بأنها اعتقدت خطأ أن أهلها هم مصدر حمايتها ؟! كيف لها أن تتحدث حتى ولو مع نفسها بأن أباها هو من انتهك عرضها أو خالها خدش حياءها أو عمها اعتدى عليها ؟!
شهدت البيوت من الطبقتى الفقيرة والمتوسطة بالأخص فى الاونة الاخيرة العديد من حالات الإغتصاب والإعتداء التى كان الجانى فيها قريب من المفترض أن يخاف على حرمة بيته ويحافظ على شرف بناته بل ويحل له أن يقتل من يقوم بتلويث عرض بنته بدلا من أن يقوم هو بالاعتداء عليها فكيف له ان يفكر مجرد التفكير فى انتهاك عرض من هى قطعة منه ؟!
فضلا على أن ما يزيد القضية سوءً هو خوف الضحية من التحدث الى أمها أو إلى أى أحد من اقاربها فهى تدرك حقا أنها ستتحول من ضحية إلى مذنبة بل وستتعامل على إنها وصمة عار وما ستتعرض له من عدم تصديقها سواء من الاسرة او المجتمع لتختار فى النهاية ان تلتزم الصمت .
وفى الآونة الاخيرة هزت مثل هذه القضايا التى تجرأت فيها الفتاة وخرجت الى الواقع موجهة أصابع الاتهام الى أبيها او أخيها او أى كان مغتصبها من ذوى محارمها الذى تجرد من كل الإنسانية وتحول الى ذئب بشرى ، ومن اشهر قضايا الإغتصاب الأسرى قضية الأب الذى تجرد من كل معالم الانسانية والابوة الذى أعتدى على ابنته طيلة ” 15 ” عاما منذ أن كان عمرها ” 15 ” عاما الى أن أصبحت ذات ” 30 ” عاما وأنجب منها ” أربعة ” أطفال سفاحا تخلص منهم ودفنهم بعد ولادتهم كل ذلك تحت تهديده لها بالقتل ، وبعد أن طفح الكيل بالفتاة أبلغت اخيها ذو “27 ” عاما وعلى الفور توجه الى قسم الشرطة وبلغ عن أبيها وبالتحقيق معه أعترف بجريمته الكاملة .
حيث أكدت الدكتورة ” نجلاء العادلى ” مسئولة عن ملف العنف ضد المرأة فى المجلس القومى للمرأة أن تلك الجرائم جميعها ترجع الى سوء الاخلاق والتربية والتى تؤدى الى ارتكاب الاخ جريمة الاغتصاب بحق أخته ثم فى المستقبل الأب بحق ابنته .
وأضافت أن هناك أسباب أخرى من ضمنها الخمور والمخدرات التى تذهب العقل أو مشاهدة الجانى للمواقع الإباحية أو ربما يعانى الجانى من أمراض نفسية مشيرة إلى أنه اى كان السبب فهو ليس مبرر .
كما أوضحت الدكتورة ” ماجدة سليمان ” الأخصائية النفسية والاجتماعية المعاناة التى تبقى مع الفتاة بعد تعرضها للاغتصاب من ذوى محارمها حيث قالت ” نلمس بداخل الفتاة المغتصبة الرغبة الشديدة بداخلها فى الانتقام وترجع تلك الرغبة المدمرة الى تعرضها للطعنة من أقرب الناس إليها مما يدفعها الى قتل الجانى او الانعزال عن العالم او قد تلجأ للعمل فى بيوت الدعارة “.
كما رصدت “جريدة الدولة الآن” أراء بعض المواطنيين حول هذه القضية الشائكة التى مازالت منتشرة بكثرة حتى الآن ، فأوضح ” محمد.أ ” أ، تلك النوع من القضايا اصبح منتشرا بشكل بشع وأن صمت الفتاة بالتأكيد خطأ بل يجب عليها أن تبلغ أحد اقاربها على الفور وان لم يصدقها فلا تترد فى ابلاغ الشرطة .
وأضافت ” زينب .أ ” أن تعرض الفتيات للاغتصاب من ذوى محارمها هى قضية ذات خطورة شديدة على المجتمع لان بمرور الوقت سيكون المغتصب داخل الاسرة سيفعل ذلك فى فتيات أخرى مشيرة إلى ان على السلطة التشريعية تشريع قانون يزيد من عقوبة الاب المغتصب لابنته او الاخ لأخته .
وأخيرا يجب على المجتمع عامة والأسرة خاصة ان تتخلص من نظرتها الى الفتاة المغتصبة على أنها وصمة عار والتفرغ تماما لمعاقبة الجانى أشد العقوبة اى كانت صلة قرابته بالمجنى عليها لجعله عبرة لكل من يحاول الاقدام على هتك عرض فتاة ، كما يجب على كل المؤسسات المعنية ان تقف بجانب الضحايا وتشجعهن على التحدث والابلاغ على المجرم المتخذ صفة القريب .
2020-04-19