هل كان “الشاذلى” هوا السبب الخفى فى نصر اكتوبر؟!

كتب: محمد حمدي
حرب اكتوبر هى من المعارك الضاريه الطاحنه التى سال فيها دماء المصريين و سقط فيها العديد و العديد من الشهداء فى سيبل رفع رايه مصر و لرد الكرامه و الاعتبار ،و هزيمه العدو شر هزيمه و التنكيل به ، و هذا الانتصار العظيم لا يتاتى من فراغ فلا بد من وجود قاده عظام قادين على حمل هذه الحرب على كاحلهم و اخد بيد الجنود للعبور و الانتصار .

واحد من هؤلاء القادة الذين برزو فى الحرب ولمع اسمهم و حفر فى الاذهان و العقول ، “سعد الدين الشاذلي” ، ولد “الشاذلى فى “١”ابريل سنه “١٩٢٠” فى قاريه الشاذليه و على اثرها لقب التابعه لمركز ديروط فى محافظه اسيوط ، التحق “الشاذلى” بالكليه الحربيه المصريه فى سنه “١٩٣٨” و برز فيها و ظهر نبوغه و تخرج منها “١٩٤٠” .

تخرج “الشاذلى” وكان يعمل لدى الحرس الجمهورى حتى تم فتح باب التطوع لمن يريد المشاركه فى حرب فلسطين وكان “الشاذلى” على راس الجنود المشاركين فقد كان لديه من الشجاعه و البساله ما دفعته للمشاركه و المجاهد ، و عاد من هذه الحرب محمل بالعديد من الخبره العسكريه و الميدانيه .

كما شارك فى الحرب العالمية الثانية ، وبدأت علاقته “بعبد الناصر” حينما كان يسكن فى نفس العماره قبل ثوره”٢٣” يوليو ،ثم سافر بعد ان ترقى الى رتبه رائد الى الولايات المتحدة الأمريكية فى بعثه تدريبه متقدمه عام “١٩٥٣” فى المظلات وكان من اوائل من حصل على فرقه رينجرز و هى مدرسه المنشا الامريكى ،وكان قائد للكتيبه “٧٥” مظلات اثناء العدوان الثلاثي عام “١٩٥٦” و تولى قياده سلاح المظلات فى الفتره مابين “١٩٥٤” ـ “١٩٥٩”.

فى عام “١٩٦٠” ايمام الوحده السوريه قرر “عبد الناصر” ارسال الفريق “الشاذلى” رئيس كتيبه المظلات الى الكونغو بطلب من الرئيس”لومومبا” و بالتنسيق مع الامم المتحده لحفظ الامن و القانون ،و بهدف منع بلجيكا من احتلال بلاده من جديد.

حرب “١٩٦٧” بعد ان حُمل الفريق ” سعد الدين الشاذلي” بكل هذه الخبره اصبح لديه العتاد الكافى لخوض المغامره ليرئس كتيبه المكونه من “١٥٠٠” جندى ، وفى للحظات الاول اظهر براعه مذهله و تفوق بشكل ملحوظ ،وبعد ضرب السلاح الجوى المصرى و تدميره اجتاحت القوات الإسرائيلية سيناء، فقرر الجيش الانسحاب العشوائي مما ادى الى قطع الاتصال بين “الشاذلى” و القيادة فى سيناء ، مما دفعته الى التصرف دون الرجوع الى القاده فاتخذ موقع بين جبلين حتى عادى الاتصال و اُمر بالانسحاب.

بعد العوده من من هذا الانسحاب المذهل اخذ “الشاذلى” مكانه كبيره فى الجيش حتى احتل منصب قائد للقوات الخاصه التى تتكون من سلاح الصاعقه و المظلات ، و أثناء حرب الاستنزاف كان إسرائيل تقوم بغارات خاطفه فى البحر الاحمر فرأى “عبدالناصر” ان الأنسب للتصدى لهم هوا “الشاذلى” و هوا ما نجح فيه ايضا .

حرب اكتوبر “١٩٧٣” كان “السادات” و “الشاذلى” وغيرهم من القاده مجتمعين للمشاوره فى خطه الحرب ،وهنا ظهرت فكره رائعه من “الشاذلى” المسماه “المآذن العاليه” و كان هذه الفكره تقوم على ركيزتين ان إسرائيل لا تحمل كلفه الخسائر البشريه ، و الثانيه هيا اطاله مده الحرب لان إسرائيل كان تعتمد على الحروب الخاطفه فتطويل مده الحرب كارثه على إسرائيل.

و فى النهاية ف “الشاذلى” قائد عظيم حمل بالعديد من الخبرات الازمه التى اهلته الى هذا المنصب الرفيع، و بسبب خطته و مشاركته فى الحرب لما كان لمصر هذا التفوق و الانتصار المبين “فالشاذلى ” هو واحد من الأسباب المباشره لهذا الانتصار .