في غضون شهر ديسمبر “2020” انطلقت حقبة جديدة رسمية للعلاقات بين الرباط وتل أبيب، رغم أن العلاقات المغربية مع اليهود قد بقيت نسبيا طبيعية ، في مختلف البلاطات المغربية شغل الكثير من الأعيان اليهود وظائف الترجمة والدبلوماسية، وكانوا تجار سلاطين البلاد و كانوا أيضا قادة سياسيين وعسكريين على غرار *ابراهام زميرو* الذي كان ضمن القوات المغربية في حصارها لعاصمة الزيانيين في تلمسان بشمال غرب الجزائر . فما الذي يميز اتفاق التطبيع بين المملكة المغربية وإسرائيل؟
أول ما شدد عليه صاحب الجلالة الملك” محمد السادس “نصره الله ، هو ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص للقدس ، واحترام حرية ممارسة الشعائر لأتباع الديانات السماوية الثلاث وحماية الطابع الاسلامي لمدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى.
وتطرق الملك المغربي والرئيس الامريكي للجهود المبذولة من أجل حل الأزمة الخليجية مقدرا الدور الكبير الذي قامت به واشنطن في الخطوات المهمة التي تم تحقيقها ومجددا دعمه للوساطة الكويتية.
وكان لاعتراف أمريكا بمغربية الصحراء لأول مرة يشكل تحولا سياسيا، واعتبر موقفا قويا وصريحا .مؤيدا موقف المغرب الذي أعلن من قبل استعداده لإيجاد حل للقضية في إطار مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وكما جاء على لسان وزير الخارجية المغربي” السيد بوريطة” أنه سيتم إعادة فتح مكتب الاتصال مع إسرائيل الذي افتتح “1994” ، مشيرا إلى أن صاحب الجلالة الملك “محمد السادس” اتصل مباشرة بالرئيس الفلسطيني “محمود عباس” وأعلمه بهذه التطورات ،وأنه سيبقى مواكبا للقضية الفلسطينية كرئيس لجنة القدس ، وأن المملكة المغربية لها وضع خاص إزاء القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وأن المغرب ، كان له دوما دورا إيجابيا وبناء في تقريب وجهات النظر والدفع في اتجاه السلام ،إيذانا لاقتراح وساطة بين فلسطين وإسرائيل. مؤكدا جلالة الملك” محمد السادس” ” لمحمود عباس” أن موقف المغرب هي مع حل الدولتين ومع التفاوض كأساس للتسوية، وكذلك مع الحفاظ على الطابع الإسلامي لمدينة القدس الشريف وانفتاحها على باقي الديانات. مردفا جلالته لمحمود عباس أن تطور العلاقات مع اسرائيل لن يكون على حساب القضية الفلسطينية ، وسيكون لمصلحة السلام في المنطقة كما جاء في تصريح للجزيرة وزير الخارجية المغربي” السيد بوريطة”.
كما أن هذه الشراكة والتعاون بين البلدين تنبع من روابط الدم ، والتاريخ المشترك ،إذ هناك مليون إسرائيلي من أصل مغربي .وتعمل الحكومة المغربية على تعزيز التقارب والتعايش بين اليهود والمسلمين على مستوى العالم. بهذا الاعلان ، يكون المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل إثر قطع موريتانيا علاقاتها مع تل أبيب في” 2010 “وهو ما يعتبر اختراقا إسرائيليا لافتا لمنطقة المغرب العربي. كما سيصبح المغرب رابع دولة عربية توقع اتفاق تطبيع أو توافق على التطبيع مع إسرائيل خلال عام “2020” ، بعد توقيع الامارات العربية المتحدة والبحرين وإعلان السودان .وبذلك تنضم هذه البلدان الاربعة الى بلدين عربيين أبرما سابقا اتفاقي سلام مع إسرائيل هما مصر والأردن. يعتبر مكسبا قرار واشنطن بسيادة المغرب على صحرائه، وكما قال ريتشارد إن الحصول على هذا الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية يدعم مكانة المملكة المغربية وجلالة الملك” محمد السادس” ، وقد يزيد من آمال المغرب في أن تحذو دول أخرى حذوها.