كتبت: تقى نور
نعيش في زمن يستحل ما يشاء كلماتي قاسية تُبحث عن حلٍ لقضية أصبحت تهدم وتهدد حياتنا يوماً بعد يوم، باتت مشاكلنا تزداد سوءاً، ولكننا نتحمل لأنها واقعٌ لابد منه، ولكن حينما تصبح قضية تهدد دين أمة فماذا اليومَ نفعل؟! هل ننجرف وراء الآراء التي لا تعرف عن ديننا شئ أم نصد تلك المهاترات الفارغة.
كما يسمونه ب (زواج التجربة) حاله من الجدل تثيرها تلك المبادرة التى تُدّعى أنها حل لمشكلة الطلاق، وأنها عقد مدني لا يَمُس عقد الزواج بشئ بهدف إلزام الطرفين بعدم الإنفصال في مده تتراوح بين “ثلاث” إلى “خمس” سنوات إما بالتراضي واستكمال حياتهما معاً أو بالإنفصال حال استحالة العشرة بينهما، لفظ به إهانه وتقليل من شأن المرأه؛ بل تقليل من شأن الزواج الذي أحله المولى عز وجل وصدَّق عليه رسولِه الكريم، إذ ما هو إلا زواج على ورقة طلاق.
أثارت مبادرة زواج التجربة التي أطلقها المحامي المصري “أحمد .م ” جدلاً واسعاً بين مؤيدٍ ومعارض للفكرة على مواقع التواصل الإجتماعي والشارع المصرى مشيراً، إلى أن المبادرة لاقت رواجاً بين الشباب لما تضمنته من شروطٍ وبنودٍ رئيسية في حياة الزوجين، وضمان حقوق كلاً منهما، إلا أن البعض هاجم هذه المبادرة مشيدين بحرمتها لأن عقد الزواج عقد مسنون ويُحرّم ولا يصح مساسه بكلمة مهينة مثل كلمة تجربة، والمعنيِّ بزواج التجربة هو إبرام عقد زواج لمده محدده أو تحديد مدة الزواج بين الزوجين بحيث لا تقل عن “ثلاث” سنوات أو عقد مشارطة أي عقد إتفاق على وضع شروط للزواج بهدف النظر في مدى نجاح الزواج او عدمه للتمهل عند أخذ قرار الطلاق.
بدأت المبادرة في بداية شهر ديسمبر الماضي مع إطلاق المحامي “أحمد . م” هذه المبادئ للعمل على الحد من نسب الطلاق علي حد قوله، لما تشهده مصر من ارتفاع ملحوظ في عمر ال “20” ، موضحاً لوسائل الإعلام أن عقد الزواج وفقاً لمبادرة زواج التجربة يكون عقداً شرعياً على كتاب الله وسنة رسوله، ويقوم الطرفان بتوقيع بجانب عقد الزواج عقداً يتضمن الشروط التي يحددها الطرفان، والمشكلات التي يمكن أن تواجههما في المستقبل مثل عمل الزوجة أو رفض الزوجة التعدد.
وأوضح “مهران” صاحب مبادرة زواج التجربة أو عقد الصلح على حد تعبيره، بأن العقد الذى تقدّم به يتضح من عنوانه أنه عقد اتفاق على مشارطة زواج أي أنه عقد لاستمرار الحياة الزوجية و رجوع الزوجة مع الزوج مرة أخرى بعد أن كانت تريد الطلاق منه، ولكن رجوعها لاستمرار حياتها الزوجية مرهوناً بعدة طلبات منه، تم تحريرها في عقد للتصالح فيما بينهم، ولكن تم إساءة الفهم عند الكثير من الناس وتناقلت الأخبار على سبيل الخطأ على أن ما نُشِر عقد زواج على خلاف الحقيقه، ورداً على سؤال (سكاي نيوز عربيه) سبب تسمية المبادرة ب (زواج التجربة) رغم أنه يصفه ب(عقد صلح) يقول “مهران” أنه استلهم الإسم من مفهوم أن الزواج في الحقيقة ما هو إلا تجربه اجتماعيك وحياتية، وعلى الأزواج ألا يتسرعو في الحكم على هذه التجربة بالفشل في السنوات الأولى للزواج ويطلبون الطلاق، متابعاً: (العقد يضع شروط وضوابط وضوابط بين زوجين توجد بينهم مشاكل، وعلى افتراض أن هناك تحديد مدة في هذا العقد، فهذه المدة لا تنطبق على عقد الزواج الرسمي مشيراً، إلى أنه لدي لجأ إلى حيلة اجتماعية وقانونية حتى يبتعد الأزواج عن فكرة الطلاق).
وسرداً لتجربة زوجة مصرية “رشا ابو ريا” “35” عاماً إحدى المشاركات في مبادرة زواج التجربة تحكي قصتها مع زواج التجربة، وتوضح مفاهيم مغلوطة ترى أنها نُقلت بشكلٍ خاطئ عن هذه التجربة؛ وتسرد الزوجة لموقع (سكاي نيوز عربية) وقائع القصة التي بدأت منذ فتره عندما قررت الانفصال عن زوجها بعد “خمس” سنوات من الزواج، وذهبت للمحامي “أحمد مهران” صاحب مبادره زواج التجربة؛ متابعة إن المحامي طلب التواصل مع زوجها لتقريب وجهات النظر وبالفعل جلسنا سوياً ووقعنا على عقد زواج التجربة، الذي يتضمن كل الالتزامات الإنسانية بين الطرفين منها (الإلتزام بتوفير مسكن معين في خلال مده معينة إضافه إلى تفاصيل إنسانية أخرى).
كما أضافت السيدة المصرية إلى أن هناك صورة خاطئة تم الترويج لها عن (زواج التجربة) مشيرةً، إلى أنها متزوجة لدى مأذون شرعي منذ “خمس” سنوات ولم يحدث انفصال رسمي، حيث أن عقد الزواج الشرعي لا يزال سارياً، وكل ما حدث أن هناك عقداً آخر ملحق بعقد الزواج الأصلي، يُنظم الواجبات والحقوق ويضعها في إطارٍ قانوني، مكملة أنه على سبيل المثال كان هناك اتفاق بيني وبين زوجي علي توفير شقك سكنية أخرى أكثر اتساعاً في خلال وقت معين ولم يحدث، إضافةً إلى وجود تفاصيل أيضاً كانت تزعجه مني، وما قمنا به هو أننا وضعنا كل شروطنا فس عقد قانوني يُنظم العلاقة إلى جانب التعاقد الشرعي.
وجنباً إلى جنب، وجب أخذ آراء المختصين بالاعتبار، ومعرفة حكم هذه القضية شرعاً إذ أنها تمس دين أمة، فهناك من يرى أنها حل مُجديّ وفكرة جيدة، وهناك من قال فيها حكم قاطع بعدمها وتحريمها، ومن مؤيدي هذه المبادرة الدكتور “رشاد عبد اللطيف” تقسى الاجتماعيين الأسبق مؤيداً لها باعتبارها قد تكون سبباً للحد من حالات الطلاق المنتشره بين حديثي الزواج، قائلاً: (الفكرة جيدة،
وحل مناسب للحد من ظاهرة الطلاق المبكر في ظل الظروف المتوترة في المجتمع)، وعلى الجانب الآخر هناك اعتراضات ورفض للمبادرةموضحةً، الدكتورة “اعتماد عبد الحميد” خبيرة العلاقات الأسرية والزوجية في بداية حديثها أن سنه أولى زواج بها “60%” حالة طلاق، ورأت الدكتورة “اعتماد” أن مبادرة زواج التجربة ليست من الحلول العملية والشرعية، متسائلة ( ليه نقعد لبعض بالورقه والقلم، ونحسب كل حاجه؟ ده بيخلي في تحفظ ديما بين الزوجين).
كما اشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن ما يسمى إعلامياً بزواج التجربة هو مصطلح يحمل معاني سلبية دخيلك على قيم المجتمع المصري المتدين الذي يأبى ما يخالف الشرع أو القيم الاجتماعية، وتم إستخدامه لتحقيق شهرك زائفة ودعاية رخيصة في الفضاء الإلكتروني، كما دعت دار الإفتاء المصرية الناس في المجتمع كافة إلى (عدم الانسياق وراء دعوات حداثة هذه المصطلحات في عقد الزواج، والتي يكمن في طياتها حب الظهور والشهرة وزعزعة القيم بما يحدث بلبلة فى المجتمع، مما يؤثر سلباً على معنى استقرار وتماسك الأسرة التي حرص ديننا الحنيف ورعته قوانين الدولة، وأن الزواج ميثاق غليظ لا يجوز العبث به ووضع التأقيت والمدة فيما يسمى ب(زواج التجربه) يجعل العقد باطلاً ومحرماً، وأيضاً من أهم دعائم نجاح هذه المنظومة هو قيام عقد الزواج بين الرجل والمرأة علي نية الديمومة والاستمرار والتحمل الكامل لمسئولياته لا على التأقيت وقصد المتعة.
وعند سؤال المواطنين عن رأيهم في زواج التجربه قالت:
“أسماء. أ” أن (زواج التجربة به إهانه وتقليل من شأن المرأة وكرامتها وفي الدين ثوابت إما الزواج أو الطلاق ولا يوجد شيء اسمه زواج التجربة وإنما هناك ما يسمى صلح وتراضي بين الزوجين وفق ما أفاد الشرع والدين) وتكمل قائلة: (بلاش نمشي ورا كلام الغرب لأن دينهم مش ديننا)، وهذا رأي آخر حيث قالت: “إيمان. س”
(لا داعي للكلام في قضيه مثل هذه غير مستوفية الشروط والأحكام ويجب الرد على كل من تسول له نفسه ويتجرأ على شريعتنا ويَزيد فيها ويُنقص على هواه فينبغي على الدولة أن تأخذ إجراء نحو هذه الخزعبلات والوقوف ضدها وتوعية الناس لعدم الإنجراف نحو تلك الأفكار ر البغيضة والمهينة).
شيء مخالف للشرع و العقيدة و العرف والتقاليد كيف للعقل أن يتقبله؟! هكذا وجهتي في ما يسمى زواج التجربة نقمة وليست فكرة حلَّت على عقول الناس، أفكار غربية ينساقون وراءها مغمضي أعينهم ومغيبي عقولهم، وبدلاً من الخوض في دين وعرف وقيم فالصلح خير والتراضي فيما بينهم.
علينا جميعا بدلاً من مخالفة الشرع وخلق جو الشحناء بين الزوجين بشيء مثل زواج التجربة، فمن الأولى أن يخضع الزوجان قبل عقد الزواج لبرامج تدريبية و توعوية تضمن إلمام الزوجين بمفاتيح الحياة وأصول العشرة وآداب البيوت ومعرفك الواجبات والمسؤوليات، وعلى الدولة أن تقوم بعمل دورات متخصصه لتوعية المقبلين على الزواج بمشاورة المختصين والتنشئة الزوجية السليمة و خلق وعي، وإجراءات وقائية لضمان استمرار الحياة الزوجية.