سنوات من التجاذبات والتشاحنات بين المغرب والجزائر كانت تشير فى كافه الأحوال الى وجود خلل ما سيحدث بالاخير لقطع العلاقه بين البلدين ،وكانت صحف عربية قد نشرت منذ مدة حيال تلك التجاذبات بين الجزائر والمغرب محذرة من تصاعدات بين البلدين ، فما القصه الكامنه وراء ذلك وما السبب الحقيقى والأولى تجاه قطع العلاقات ،ومن أين ومتى أتت الخلافات ؟.
بدأ الامر منذ عام” 1962″ وبالتحديد عند استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي، في هذا الوقت طلب المغرب ضم الاراضي الذي يعتبرها جزء من اقليميا التاريخي بمنطقتي تندوف وبشار على الحدود مع الجزائر ، وهو الأمر الذى كان من المستحيل على الدوله المستقله حديثا الموافقة عليه ، مما أودى لحدوث حرب الرمال بين الجزائر والمغرب في اكتوبر عام” 1963 “،والتي اسفرت عن مقتل العشرات ثم انتهت بوساطه افريقيه لوقف اطلاق النار بين البلدين خلال السنوات الماضيه.
وبعد انهاء الامور بين البلدين عادت قضيه الصحراء الغربيه لربك مقاليد الأمور من جديد، في عام “1975” اطلق المغرب حملة عرفت بالمسيره الخضراء بصدد ضم اقليم الصحراء الغربيه و هو الاقليم المتنازع عليه، ولكن ما قلب هذه الامور في هذا الوقت ان جبهه البوليساريو التى كانت تطالب بتقرير الشعب الصحراوي ل مصيرة اعلنت عن قيام الجمهوريه الصحراويه وقاومت الوجود المغربى، مما أدى لاشتعال صراع أسفر عن تهجير “عشراالألاف” من الصحراويين الى بندوف التي تقع جنوب غربي الجزائر وقررت في هذا الوقت جبهة البوليساريو دعم الحكومه الجزائريه.
وردا من الجزائر على المسيره الخضراء قامت الجزائر بترحيل مئات المغارب المقيمين على أرضها ،كما أنه في عام “1944 ‘ وقع هجوم ارهابي في مراكش اتهم المغرب في هذا الوقت الجزائر كونه وراء الهجوم الارهابي و قام بترحيل الجزائريين القاطنين في المغرب بدون رخصه، فضلا عن قيامه بفرض تاشيره دخول على القادمين من الجزائر ، وقابلت الجزائر ذلك بغلق الحدود البريه مع المغرب ، وبالرغم من التقارب الذي ساد بين البلدين منذ عام “2014” الى انه لا تزال الحدود البريه مغلقه بين البلدين إلى الان.
وكان العاهل المغربي ” محمد السادس” دعا إلى تحسين العلاقات مع الجزائر خلال كلمة ألقاها بوقت سابق من الشهر الماضي ، أتى ذلك قبل اتهام الجزائر للمغرب بأنها وراء حرائق الغابات التي شهدتها البلاد، موضحة بأن الحرائق من تدبير جماعات وصفتها بأنها إرهابية والتى من بينها الحركة، والتي تسعى لاستقلال منطقة القبائل وتقول الجزائر إن المغرب يدعم تلك الحركة حتى لو لم يوجد دليل على ذلك ،واستدعت الجزائر سفيرها الشهر الماضي بعد أن دعا دبلوماسي مغربي في نيويورك إلى منح سكان منطقة القبائل حق تقرير المصير ، كما عرضت المغرب إرسال مساعدات لمكافحة الحرائق التى حدثت بالجزائر لكن الجزائر قابلت الدعوه بدون رد .
ومنذ اسبوع مضى أعلن “رمطان لعمامرة “وزير الخارجية الجزائري قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب ،بصدد ارتكابها اعمال عدائية وغير وديه ضد مصلحة الجزائر، وقالت الخارجية المغربية في بيان إن القرار الجزائرى غير مبرر تماما ، مشددة نرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة و العبثية التي انبنى عليها هذا القرار ، مضيفة أن الرباط ستظل شريكا صادقا ومخلصا للشعب الجزائري، وستواصل العمل بكل حكمة ومسؤولية لتسويه علاقات مغاربية صحية ومثمرة.