الصفحات المنسوخة بفيسبوك تسبب غضب جماعى ..والإستغلال سيد الموقف

 

ليست المرة الأولى ..ثغرات الفيسبوك باتت تريند لا ينتهى

كتبت / ياسمين عبدالله

عندما يغيب الضمير يصبح الإستغلال سيد الموقف ، إنتشرت فى الآونة الأخيرة العديد من الإنتقادات والتساؤلات تتعلق بما يسمى بالصفحات المنسوخة على موقع التواصل الإجتماعي الشهير فيسبوك ، والتى تسببت بحالة من الغضب فى المجتمع العربى ، وتسرد لكم الدوله الان تفاصيل تلك الثغرة التقنية .

لاحظ في الفترة الأخيرة الماضية العديد من المستخدمين لموقع الفيسبوك وجود عشرات الصفحات متنوعة المحتوى، تم متابعتها من حساباتهم وبعضها يحمل محتوى إباحى وغير أخلاقي وبعضها دون أى محتوى من الأساس ، وذلك دون أن يتذكروا هل بالفعل قاموا بالضغط على زر المتابعة أم لا، وما أن إنتشر الأمر بشكل ملحوظ قابلة المستخدمين بالإستنكار وعدم الفهم بل وهناك من إعتقد أنه تعرض لسطو إلكترونى ( هاكرز ) .

إتسمت تلك الصفحات بوجود ” ملايين” المتابعين الفعليين موجودين على الصفحة ، مع أن الصفحة نفسها غير مكتوب فيها أى وصف للمحتوى ، والغريب في الأمر أن تلك الصفحات إذا حاولت إلغاء المتابعة لها قد تعود متابعتك لها مرة أخرى، أو إذا نجح الأمر قد تظهر لك صفحات أخرى شبيهة لها.

ويوضح الخبير التكنولوجى الدكتور “هشام البرجى” المدرس بقسم الإذاعة والتلفزيون بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، أنة فى واقع الغمر ما حدث في الأيام القليلة الماضية ما هو إلا ثغرة أمنية تقنية، أو ما أطلق عليه البعض بالـ (Auto like أو Auto Follow) ،وتم إستغلالها من قبل تجار الصفحات على الفيسبوك أحسن إستغلال للربح والإستفادة منها بمجرد الضغط على تلك الصفحات ، مشيرا أنه بعد إستغلال تلك الثغرة يتم إنشاء صفحة على الفيس بوك ومن ثم في ليلة وضحاها تجد” آلاف” بل و”ملايين” المتابعات لتلك الصفحة.

حيث يؤكد الخبير أن الثغرة جاءت عن طريق سماحية موقع الفيس بوك بعملية دمج الصفحات المتشابهة في الإسم أو في المكان ولها نفس البيانات، حيث أن دمجها في صفحة واحدة أكبر يسهل إدارتها أفضل، لافتا إلى أن ذلك يسمح للشخص بدمج صفحتين أو أكثر على الأغلب ، وعندما يظهر خيار الدمج يقوم بحركة سريعة تعتمد على سرعة الشخص وسرعة إتصال الإنترنت وهي أن يخدع سيرفر الفيس بوك، بحيث يدمج الصفحة الأولى والثانية في نفس الوقت تقريبا ثم يعطى امرا بدمج الثانية في الأولى ، وإذا كانوا ثلاثة يعطى أمر بدمج الأولى فى الثالثة ثم الثالثة فى الأولى وهكذا تدمج كل صفحتين على حدى وبالطبع كل تلك الصفحات تدمج أيضا بمتابعيها.

وتابع “البرجى” أن الخطوة التالية يتم بها مبادلة النسخ التي نتجت معه مع أشخاص أخرين بصفحات أخرى مدموجه بمعجبيها أو متابعيها ويتم الدمج والمبادلة حتى “10 ” نسخ من تلك الصفحات المدمجة بكل المتابعين لها، ومن ثم بيع الصفحة لأي شخص بأسعار مبالغ فيها قد تصل إلى” آلاف” الجنيهات وكل ما على المشترى الا أنة يقوم بتغيير إسم الصفحة ويبدأفى وضع محتواه الخاص به كما يشاء، وهو الأمر الذي قد يضيف شهرة كاذبة لتلك الشخصية أو الكيان الظاهر على الصفحة وهو ما يسمى ( Fake Famous) .

ونوه الدكتور “هشام البرجى ” أنه سرعان ما تبدأ المتابعات بالإنخفاض على تلك الصفحات مع بداية إلغاء المشتركين للمتابعة من حساباتهم ، فضلا عن تدشين بلاغات الحسابات الشخصية لبعض تلك الصفحات التي قد تحتوى على محتوى إباحي او قد يحث على الكراهية أو لا يتناسب مع قوانين موقع الفيس بوك المعلنة، وهو الأمر الذي من خلالة تعمل خوارزميات الفيس بوك على تقليل ومنع تلك الصفحات المنسوخة بشكل أوتوماتيكي ، ولكن قد يحتاج الأمر بعض الوقت نظرا للكم الهائل من الصفحات المنسوخة التي ظهرت مع بداية إكتشاف وإستغلال تلك الثغرة.

وعن فوائد تلك الثغرة فالبنسبة لك كمستخدم لن يكون هناك فائدة لك بل إن الفائدة ستأتي منك أنت، وذلك من خلال إستفادة تلك الصفحات ماديا من خلال إعادة تنشيط الحركة والتفاعل وإعادة الظهور أمام الأخرين بشكل متكرر أو من خلال بيعها ، ومن أبرز عيوبها ظهور عدد كبير جدا من الإشعارات لمستخدمين يفيد بتغير إسم صفحة يتابعها أو بنشر قصة ما ، فضلا عن تشكيل تلك الصفحات ضغط هائل على السيرفرات الخاصة بالتطبيق
والتى ينتج عن تضاعف حجم البيانات والصفحات بشكل غير متوقع.

من الجدير ذكرة أن تلك الثغرة المعنية ليست وليدة العام الحالى ، وإنما ظهرت من قبل فى عام ” 2013 و 2014″، وتسببت الثغرة آن ذاك بعبء كبير على سيرفرات ومخدمات التطبيق بشكل مبالغ فية ، حيث تفاجىء موقع فيسبوك فى هذا الوقت بضغط التحميل ومضاعفة البيانات على سيرفراتها الرئيسية، ثم عادت للظهور مرة أخرى فى عام ” 2022″ ، كما أنه لم يتم التصريح إذا ما كانت تلك ‏ الثغرة موجودة في العالم العربي فقط، أما أنها منتشرة أيضاً في الدول الغربية.