الأبطال كثيرون ولكن من هو البطل الحقيقى
في تحقيقات وحوارات
1,067 زيارة
كتبت: ندى محمد
أبطال العالم كثيرة، وكل يوم ينجب العالم بطل جديد، ولا شك أن مصر لديها أبطال عديده، فليس البطل هو من يأخذ عدة بطولات، أو يفوز بكثير من المباراة، فليس كل من فعل شئ فتكلم عنه العالم أصبح بطل، فيمكن أن يأخذ بطولة حظاً ، على سبيل المثال: من الممكن أن يكن لاعبا ليس محترفا، ثم يحرز هدفا فى آخر وقت من المبارة، فيطلقون عليه أنه بطل، مع العلم أنه كان من قبيل المصادفه، أو توفيقا من الله له.
فالبطل هو من كبر، وترعع فى ظروف صعبة، قاسية لايمكن لاحد أن يتحملها، ومع كل الصعاب التى يواجهها فى حياته، يجتهد، ويبذل مجهود لكى يصل لما يتمناه، ومصر مليئة بهذه الشخصيات فمن أهم، وأشهر، وأنجح هذه الشخصيات هو “إبراهيم الفقى”، الإنسان الذى لم يستسلم لحظة واحدة، فمن هو الفقى، وما الذى فعله ومر به كى يقال عليه بطل حقيقى.
“إبراهيم الفقى” هو الدكتور “إبراهيم محمد السيد الفقى”، ولد “15” اغسطس “1950”، فى مصر تحديدا فى قرية أبو النمرس حى المنيب فى محافظة الجيزة، اراد” الفقى” أن يأخذ بطولة فى تنس الطاولة ولكن لم يرضى به أى نادى، فلعب فى أحد القهاوى بقريته، ثم تدرج حتى وصل إلى نادى قريته، وفى أقل من سنه حصل على بطولة مصر فى تنس الطاولة، ومثل مصر مع المنتخب الوطنى فى بطولة العالم لتنس الطاولة بألمانيا الغربية فى عام” 1969″.
ومن جانب آخر فقد تدرج فى حياته المهنيه إلى أن وصل إلى درجة مدير قسم فى قطاع الفنادق بفندق فلسطين بالأسكندرية، وقد وصل إلى الدرجة” الثالثة”، وهو فى عمر “25”، كما أنه تزوج من الدكتوره “آمال عفيفى” وذلك عام “1974” ثم سافر مع زوجته إلى كندا لدراسة الإداره وهو لا يملك شئ، وعمل هناك فى تنظيف الأطباق، وفى وظيفة حارس لمطعم، وحمال كراسى وطاولات فى أحد الفنادق، وقد عمل بأقل الوظائف، على الرغم من نجاحه فى مجال الفنادق فى مصر.
إضافة إلى ذلك فقد حصل على العديد من الشهادات الدولية والعالمية بما فى ذلك شهادة دكتوراه فى علم التنمية البشرية، وبعد العديد من المشاكل التى واجهته إضطر إلى مغادرة كندا ورجوعه إلى موطنه الأساسى مصر، ولم يكن يملك أى شئ سوى تذاكر الطيران و “50 دولار”، ومع ذلك تبرع بها لبناء مسجد ولم يبقى معه أى شئ سوى التذاكر، وقبل أن يسافر بفترة قصيرة طلب منه أن يحاضر محاضرة تنمية، ونجح بذلك، وأصبح مؤسس مجلس إدارة مجموعة شركات “إبراهيم الفقى” العالمية، وله العديد من الإنجازات العالمية فى مجال التنمية البشرية، فهو واضع علمى ديناميكية التكيف العصبى، وقوة الطاقة البشرية،كما أنه إستطاع الوصول إلى منصب مدير لأكبر الفنادق فى كندا خلال فتره زمنيه قصيره.
وعلى صعيد آخر فقد أصبح دكتور “الفقى” من اعظم المحاضرين فى العالم، وساهم فى تغيير حياة الآلاف من الشباب نحو الأفضل، كما أنه درب ما يزيد عن “600 الف” شخص فى محاضراته التى أجراها حول العالم، و كان يحاضر الناس” بثلاث” لغات أساسية، وهى الإنجليزية، والفرنسية، والعربيه، كما أنه ألف العديد من الكتب، والتى ترجم الكثير منها إلى لغات عديدة، وقد تعددة المواضيع التى تناولتها الكتب، وأهم هذه المواضيع النجاح فى الحياة، والتطوير الذاتى، و الإتصال مع الآخرين، ومن أهم كتبه، قوة التفكير، حياه بلا توتر، والمفاتيج العشرة للنجاح.
وعلى النحو التالى توفى دكتور “إبراهيم” فى يوم الجمعة “10” من فبراير عام “2012” صباحاً، حيث وجد مختنقا مع شقيقة وسيدة أخرى تعمل مربية أطفال العائلة، وذلك بسبب إندلاع حريق ضخم فى الشقه، وقد نشب الحريق فى مركز “إبراهيم الفقى” بالطابق “الثالث” وامتد لباقى أدوار العقار الذى يمتلكه ويقيم به، موته قد يكون مخطط مسبق حيث أن هناك العديد من الدلائل على أنه مات مقتولا، وأن الحادث كان متعمدا، فكما ذكرت زوجته أن “الفقى” غير معتاد على البقاء نائما فى الصباح، حيث إنه معتاد على الاستيقاظ باكرا لأداء صلاة الفجر، وقرأة القرآن، ومن ثم متابعة عمله، وفى حالة كان الدكتور مستيقظا، فكان لابد من أن يلاحظ الحريق، وتسلل الدخان إلى بيته، ويبقى موته مجهولا إلى الآن، فبعد كل هذا أعتقد أن ذلك من يستحق أن يقال عليه بطلا.
2020-04-20