تعددت الأسباب و الخطف واحد ..إلي متي سيستمر خطف الأطفال؟!

     تحقيق : ياسمين عبيد

من المؤسف أننا عندما نسمع عن تغيب أو إختفاء طفل أول ما يبدر إلي أذهاننا أنه تعرض للخطف ، و كأنه أصبح سببا رئيسيا ومتفق عليه بين الجميع وراء إختفاء الأطفال و من هنا تبدأ المأساه ، تلك الفاجعة التي عاشها الآلاف من الأسر المصرية و لا زالت تنتشر ، و يعيش أصحاب تلك القصص أعمار من الوجع و الألم الذي لا ينتهي أبدا .

فأول ما يفعله الأهل هو رحلة من البحث الطويل مرارا وتكرارا، و تنتهي تلك الرحلة بأحد الأمرين إما بطلب الخاطفين للفدية أو بخيبة أمل تصيب الأهل عندما يصبح البحث بلا فائدة ، فأين يذهب هؤلاء الأطفال و من المستفيد و هل السبب فعلا هو إهمال الأهل !.

بالحديث عن الدوافع الكامنة وراء خطف هؤلاء الأبرياء تتحدد ملامح القضية تدريجيا ، حيث أنها إما أن تكون من قبل تشكيلات عصابية هدفها هو طلب الفدية من أهالي المخطوفين ، و إما للإتجار بأعضائهم أو بهدف الإعتداء الجنسي أو للتسول بهم في الميادين .

و هناك نوع آخر من الخطف يختلف كليا عن السابق ذكرهم ، و هو الخطف من قبل أحد الوالدين بسبب وجود خلافات بينه وبين الطرف الآخر و هذا غالبا ما يكون في حالة الطلاق ، و أنتشرت ظاهرة خطف الأطفال بشكل مرعب علي مر الأعوام السابقة .

حيث كشفت إحصائيات عن أرقام مخيفة لمعدلات الأطفال التي تخطف يوميا ، حيث وصلت إلي معدل “خمسة” أطفال يوميا لعام “2018” ، و من تلك الإحصائيات يتضح أن خطف الأطفال لم يعد هواية تمارسها بعض العصابات من حين لآخر بل أنها أصبحت مهنة تمتهنها بعض العصابات وتعتبرها مصدر دخل ثابت لها .

و في هذا السياق هناك سؤالا لابد أن يطرح هل العقوبات الحالية كافية لردع هؤلاء الجناة أم أنها تحتاج التعديل ؟ حيث أن العقوبات كالتالي ..يعاقب من خطف بنفسه أو بغيره بدون أن يصحبه بإعتداء أو طلب فدية بالسجن المشدد “10”أعوام ، أما إن كان الخطف مصحوبا بطلب فدية يعاقب الخاطف بالسجن المشدد”15″عام.

و إذا أقترنت الجريمة بالقتل أو بهتك العرض يعاقب الخاطف بالإعدام ، و ما يبدو هنا أن تلك العقوبات مغلظة فعليا و تصل إلي الإعدام ، لكن القضية تكمن في تطبيقها علي أرض الواقع .

و لأن تلك القضية إجتماعية بحتة رصدت عدسة جريدة الدولة آراء مختصين حيال تلك القضية، حيث ذكرت الدكتورة “سامية خضر “أستاذة علم الإجتماع بجامعة عين شمس أن القسوة و المعاملة السيئة هي السبب ، فبعض الأمهات تتعامل بطريقة عنيفة مع أطفالهن فيعتمدن علي أساليب لتعذيبهم بدافع التربية برغم ثبوت عدم نجاح هذه الأساليب .

هذا بجانب شلة الأطفال الصغار التي قد تكون سبب في إغراء الطفل للخروج إلي الشارع ، و إكتساب تصرفات تتنافي مع أدبيات الأسرة و يؤدي ذلك إلي هروب الطفل ، و تتلقفه عصابات الإتجار بالأطفال و هنا تبدأ المأساة .

كما رصدت عدسة جريدة الدولة آراء مجموعة من المواطنين عن ظاهرة خطف الأطفال ، حيث ذكر المواطن”م ، د” أن تلك القضية حساسة جدا حيث أن الأسر التي تتعرض لها تكمل حياتها في أسي وشقاء ويجب الإنتباه لها و أخذها بعين الإعتبار ، و أوضحت المواطنة “ن ، أ” أنه يجب أن يكون الآباء اكثر حرصا علي أطفالهم و يحاولو إبعادهم عن الشارع قدر المستطاع.

و من جانبه قال المواطن”ك، و” أنه لابد و أن تكون الحكومة حريصة علي تتبع تلك العصابات ، حتي تتمكن من القبض عليهم و تخليص المجتمع من شرورهم ، كما أنه لابد من زيادة الوعي عند المواطنين حتي لا تتكرر المأساة مرارا.

و ما نستخلصه هنا هو أن سبل مواجهة تلك القضية تبدأ من الأسرة عن طريق الإهتمام بالأطفال و إحترام كلا من الزوجين لبعضهما حتي بعد الطلاق ، و تطبيق القوانين لتكون سبب في ردع هؤلاء الجناة و الإهتمام الكافي من قبل الإعلام بالأحكام الصادرة في تلك القضية، لتساعد علي إنتشارها و أيضا توعية الأهالي و المجتمعات بالأهتمام بالأطفال و الحد من خروجهم إلي الشوارع.